+A
A-

نائب محافظ العاصمة يدشن عملا فنيا جديدا في "مون لايت جاليري"

أناب محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبد الرحمن أل خليفة يوم أمس الأول نائبه حسن المدني لتدشين عمل فني جديد يضاف إلى قائمة الأعمال الجميلة والفريدة من نوعها في "مون لايت جاليري" للفنان حسن جناحي، بعنوان "من أجل عالم خال من المجاعة وأكثر عدلا"، بحضور عدد من المهتمين من أهل الفكر والإبداع.

ويلامس المشروع قضية المجاعة في إفريقيا، وصادف تدشينه يوم الغذاء العالمي الذي أقرته منظمة اليونيسيف التابعة لهيئة الأمم المتحدة وهو 16 أكتوبر.

وفي مستهل الحفل، ألقى الفنان حسن جناحي كلمة بالمناسبة شكر فيها المحافظ على كل جهوده الرامية إلى رفعة وازدهار الحركة الثقافية والفنية والاجتماعية والبيئية في المملكة، في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

وأضاف أنه لن يتوقف عند هذا المطاف، بل سيستمر في جعل هذا المكان وجهة سياحية ثقافية فنية فريدة؛ إدراكا منه أن البحرين بأمس الحاجة لمثل هذا الفضاء الفني في مضمونه وأهدافه النبيلة.

وفي تصريح خاص لـ "البلاد" قال جناحي: أشكر "البلاد" على تشجيعها الدائم والفريد للحراك الثقافي والفني في البحرين، كما أنها كانت السباقة في الكتابة عن هذا المشروع قبل افتتاحه، وهو كما يعرف الجميع مشروع وطني بامتياز وفريد من نوعه ويعكس محبتنا وإخلاصنا لهذا الوطن الغالي ورفعة شأنه في المجالات كافة.

وأضاف: لقد دعا ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، رجال الأعمال والمستثمرين البحرينيين إلى الاستثمار في السياحة، وبالتالي لقد أنجزت شخصيا مشروع "مون لايت جاليري" وهو وبإشادة الجميع معرض شامل ويحمل رسالة إنسانية نبيلة وبخامات محلية، وأعتبره بمثابة الكنز الذي أهديه لبلدي البحرين.

توافق وتناسق

العمل الفني الذي أبدعه جناحي فيه من التوافق والتناسق والإبداع والفن الأكمل في الحياة، فهو عبارة عن تمثال يصور الجوع الرهيب المنطلق كالعاصفة حاملا سيف الدمار للبشر الذين يقتاتون على الشوك. تماثيل فيها قدرة التعبير عن الحركة وأضفي عليها صفات البؤس والحزن والعوالم الغريبة، وتسجل ملامح المجاعة الطاحنة في إفريقيا وعشرات الملايين من البشر الذين يموتون.

رؤوس تحملق في بعضها البعض تزيدنا فزعا وحيرة، وكأنها تنظر إلى الجميع بارتياب وتسألنا عن سبب معاناتها. رجل هزيل واقف يحمل خبزا وآخر جالس يحمل شوكا وفي اليد الأخرى قدحا خاليا فاتحا ثغره لقطرة ماء محبوسة في السماء.

إذا كان أوائل المسيحيين يختبئون في سراديب مظلمة كسراديب "الكتاكومب" فإن تماثيل جناحي تختبئ في مطالب الحياة اليومية وهي تذكرنا بتماثيل "جياكومتي" الذي تجبر الإنسان أن يقف أمامها صامتا لا يتعمق في شيء سوى الذهول.

من يشاهد الأعمال الفنية لحسن جناحي، خصوصا التماثيل، يشعر أنه أمام عالم غامض لكثرة ما هو واضح، ومعقد لشدة ما هو بسيط، إنه يشيع في المادة روح الإنسان، ونسمة الخلق، فضاء لين، سحيق، مزيج من الحلم والذاكرة، من القلب وما وراء القلب.