أكدت الدكتورة سمية يوسف رئيسة قسم الموارد الطبيعية والبيئة بجامعة الخليج العربي أنّ مملكة البحرين تحتل المركز الاول عربيًا والرابع عالميًا في مخلفات الغذاء حسب آخر التقارير؛ وأوضحت أنّ ذلك يتطلب المزيد من الجهد من جميع الجهات لزيادة مستوى الوعي لدى المجتمع البحريني لتقليل مخلفات الغذاء. جاء ذلك خلال حديثها حول المخلفات الناتجة عن الغذاء وكمية انتاجها سنويا على مستوى العالم في المحاضرة التي نظمتها جمعية الكيميائيين البحرينية تحت عنوان (الإدارة المستدامة للمخلفات الصلبة) عبر منصة زووم.
وأشارت الدكتورة سمية يوسف إلى أنّ قطاع إدارة المخلفات يأتي في المرتبة الرابعة بعد قطاع الطاقة والزراعة والصناعة كأكثر القطاعات التي تساهم في انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون، موضحة بأنً هناك تكلفة اقتصادية وبيئية واجتماعية للممارسات غير المستدامة لإدارة المخلفات، حيث يتم ردم المخلفات في المكبات دون استغلال مكوناتها، والتي من الممكن أن تعتبر أساسا لصناعات كثيرة تساهم في تنويع الاقتصاد وحماية البيئة وتوفير فرص عمل والمساهمة بشكل كبير في القضاء على البطالة في المجتمع وبالتالي المساهمة بتحول المجتمع الى الإنتاج بدلا من الاستهلاك.

واستعرضت أبرز التقنيات المستدامة لإدارة المخلفات الصلبة، فأشارت إلى وجود تقنيات لتحويل المخلفات إلى طاقة من خلال التخمر اللاهوائي، والحرق المتطور دون انبعاثات، وأنها تعتبر من التقنيات المجدية اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا لمملكة البحرين، وينبغي الاستثمار فيها، كما نوهت إلى أنّ فعالية مشاريع التسميد لتحويل المخلفات العضوية إلى سماد ليتم استخدامه محليًا في الزراعة، وربما يتم تصديره أيضًا.
وأكدت على الحاجة إلى تفعيل الاستراتيجية الوطنية لإدارة المخلفات، ومركزية إدارة القطاع تحت مظلة واحدة، مع وجود إطار تشريعي تنظيمي متكامل ومترابط يسهم في تحقيق تطور ملموس. وأعطت مثالا لذلك بوجود سياسة فصل للمخلفات من المصدر والذي من شأنه أن يزيد من كفاءة وفعالية تشغيل العديد من التقنيات في هذا المجال. وشددت على أهمية الوعي المجتمعي بأنماط الاستهلاك المستدامة.
وتطرقت خلال المحاضرة إلى التعريف بالمخلفات الصلبة وأنواعها، ودوافع زيادة معدل انتاجها، ومفهوم الإدارة المستدامة للمخلفات وأهميتها عالميا ومحليا، ومنهجية الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة. كما تحدثت عن أهداف التنمية المستدامة ومدى ارتباط الإدارة المستدامة للمخلفات بتلك الأهداف، وأبرزت ما هو متاح من خيارات وتقنيات مستدامة لكل نوع، وجدوى بعض التقنيات المستدامة لمملكة البحرين. وتناولت في محاضرتها محاور أخرى مرتبطة بالاقتصاد الدائري وعلاقته بالإدارة المستدامة للمخلفات، وسوق إدارة المخلفات عالميا.
الجدير بالذكر بأنّ المحاضرة تأتي ضمن المحاضرات الدورية الشهرية التي تنظمها جمعية الكيميائيين البحرينية، وقد حظيت بمشاركة محلية ودولية لافتة من دول مختلفة من بينها: مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، وروسيا.