العدد 4763
الجمعة 29 أكتوبر 2021
banner
قمة غلاسكو والفرصة الأخيرة
الجمعة 29 أكتوبر 2021

يترقب العالم بعد أيام قليلة المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو باسكتلندا، ويعتبر المؤتمر الفرصة الأخيرة لبحث الجهود التي توصل إليها العالم في مكافحة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض، والذي تسبب في إحداث كوارث وفيضانات وشح في كمية مياه الأمطار وزيادة التصحر وذوبان الجليد، ما نتج عنه ارتفاع منسوب سطح البحر، وقد يؤدي إلى إغراق الدول الجزرية، وملوحة التربة.


وقد كشف تقرير أممي أن الجهود بشكلها الراهن لمكافحة التغير المناخي لن تؤدي إلى تراجع الانبعاثات الكربونية بنسبة 1 % في عام 2030 مقارنة بعام 2010، ويعول المشاركون على ما ستشهده القمة من تبن لخطط واقعية نحو وقف الانبعاثات الكربونية السامة ومعالجة أشكال التلوث الصناعي المتعددة، وصدور قرارات جريئة وحاسمة ووضع الحلول المناسبة للدول كافة لإيجاد طريقة لتطبيق الاتفاقية إذا ما أرادوا حماية الأرض من مشاكل التغير المناخي.


والاتفاقية الإطارية هي في الأساس بمثابة خطة لتجنيب الإنسانية كارثة مناخية، فهي تقر بأنه إذا ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بدرجة الحرارة التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية، فإن الكثير من التغييرات التي طرأت على الكوكب تصبح دائمة ولا رجعة فيها.


وتحتوي الاتفاقية التي تعهدت بها دول العالم كافة على البنود الآتية: أولا تخفيض انبعاث غازات الدفيئة، ثانيا زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، ثالثا الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية بهدف إيصالها إلى 1.5 درجة مئوي، رابعا الالتزام بضخ مليارات الدولارات لمساعدة البلدان الفقيرة على التكيف مع تأثير تغير المناخ. ويقتضي اتفاق باريس أن تخفض الدول انبعاثاتها الكربونية بواقع 45 – 50 % في عام 2030، على أن يتم الوصول إلى مستوى الحياد الكربوني في عام 2050، كما تعهدت بعض الدول بالوصول إلى مستوى الحياد الكربوني في عام 2060 ومنها مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية.


ويحذر الخبراء من أن الوقت لا يقبل التأخير في اتخاذ الخطوات اللازمة لخفض الانبعاثات الكربونية في الجو، والعمل بخطوات جادة لزيادة الاعتماد على الهيدروجين الأخضر والأزرق بدل الوقود الأحفوري، إذا ما رغب العالم في تجنب كارثة بيئية تهدد الحرث والنسل، كما على الدول الأكثر تسبباً بالانبعاثات، وهي دول مجموعة العشرين، الالتزام والإيفاء بتعهداتها بتخفيض الانبعاثات الكربونية في الجو، وتقديم المساعدات المالية اللازمة والتكنولوجيا الحديثة للدول النامية والفقيرة للتغلب على مشاكلها البيئية اذا ما رغبت في تجنيب العالم كوارث ومشاكل لا تحمد عقباها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية