العدد 4766
الإثنين 01 نوفمبر 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
ماذا يعكس هذا الأسلوب؟!
الإثنين 01 نوفمبر 2021

“إني أؤمن إيمانًا جازمًا أن القائد الإداري يخطئ خطأً فادحًا عندما يستخدم أسلوبًا عنيفًا في سبيل الوصول إلى أهدافه إذا كان بوسعه استخدام الرقّة”. ليعذرني قارئي الكريم إن استعنت بتلك المقولة لأكثر من مرة وفي أكثر من مقال، فالدكتور غازي القصيبي رحمه الله وبفضل خبراته المتراكمة وحكمته وعلمه الغزير في الإدارة قد تمكّن من خلال هذه المقولة من اختزال واحدة من أهم خواص القائد الإداري وهي خاصية التواصل مع الآخرين وهذا يشمل مرؤسيه.


 فالأسلوب العنيف وهذا في رأيي لا يكون فقط باستخدام الكلمات القاسية التي تخرج عن مدار التعقل والتهذيب والرزانة، بل إنه يشمل أسلوب التهكم والسخرية الذي قد يستخدمه بعضنا من أجل استجداء ضحكات الآخرين دون مراعاة لإحساس المعني واحترام ذاته. لا يمكن قياس درجة تأثير هذا الأسلوب على الطرف الآخر أو المعني إلا إذا وضعنا أنفسنا فى مكانه أو عشنا موقفًا مماثلًا وكنا نحن موضوع ذلك الموقف سواء أكان عنفًا أم تهكمًا.


أستذكر في هذا السياق موقفًا أو خبرًا كنت قد قرأته في إحدى الصحف قبل فترة وما يزال يرفض مغادرة الذاكرة رغم مرور وقت طويل عليه أكاد أحسبه بالسنين. يقول الخبر أو الموقف أنه تسببت الكلمات القاسية التي وجهها أحدهم لرجل في الثلاثينات من العمر إلى وفاة الأخير دون الاعتداء عليه بأي وسيلة أخرى وأوضح التقرير الطبي أن الوفاة حدثت “بسبب الارتفاع الشديد في ضغط الدم والصدمة العصبية والتي أدّت لإصابته بتوقف مفاجئ في نبضات القلب وحدوث الوفاة”.


 في هذا السياق يقول براميلا أهوجا “إن الكلمات التي نطلقها يمكن أن تكون رسول سلام... يمكن أن تهدئ الكلمة المناسبة مثل اللمسة الرقيقة من اليد الحانية.. ويمكن للكلمة غير المناسبة أن تقطع كالسيف”. حتى الحقيقة إذا قيلت بفظاظة أو بسوء صياغة كما يقول أهوجا يمكن أن تكون مميتة مثل السم”.


سيدي القارئ، هل السكوت والصمت هو الرد المناسب على مثل هذه السلوكيات أم أن هناك حلًّا آخر؟ ما رأيك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية