العدد 4766
الإثنين 01 نوفمبر 2021
banner
سيادة وشرعية لبنان
الإثنين 01 نوفمبر 2021

أشعلت تصريحات وزير الإعلام اللبناني نارًا من الأزمات، ولم تكن بردًا وسلامًا على لبنان وشعبه وسيادته، بل زادته ألمًا وسعيرًا ونفورًا، وتمثلت التصريحات بانعدام المسؤولية وتجسدًا لمبدأ الاستقواء الذي لا يخدم لبنان وشعبه ولا يجني منه خيرًا، بل يُكبل سيادته ويجعله رهينة باسم السيادة والشعارات التي قادت وتقود لبنان العربي لأزمات متتالية وعزلة عربية سياسية واقتصادية بين فترة وأخرى، ويدفع ثمن هذه العزلة لبنان وشعبه المنكوب بالمتحكمين بسيادته وبضنك معيشته الاقتصادية.


إن تصريح وزير الإعلام اللبناني لم يكن متوازنًا، ويرمي إلى تحقيق أهداف بالمنطقة، وأساء إلى العلاقات اللبنانية الخليجية وعمق الأزمات اللبنانية. لقد دأبت فئة لبنانية على إشهار عدائها للعرب وأقطار الخليج العربي بالذات باسم الدين والحرية، وتكيل لها أبشع الإهانات دون أن يردعها أسياد العهد إلا من يتألم للبنان وشعبه، فسيادة لبنان وشرعيته لن تتحقق بتمدد النفوذ الإيراني التوسعي في لبنان والضار بمصالح الأقطار العربية والمعادي لشرعية وسيادة لبنان، فسيادة لبنان وكرامته الوطنية والقومية لن تتحقق إلا بعد أن ترفع تلك الفئة يدها عن لبنان وشعبه.


إن ما يحدث في لبنان من اختراقات سيادية من قافلات النفط والتصريحات وعراقيل مستمرة لأية إصلاحات وطنية لبنانية يُمثل إهانة للدولة اللبنانية وشرعيتها وشعبها، وهناك من يتفرج ببرود على ما يحصل للبنان ولا يَحزن على سيادته، إن تلك التصريحات والاختراقات المستمرة تتطلب موقفًا سياديًا ووطنيًا وقوميًا لبنانيًا وعربيًا، يحفظ للبنان كرامته وسيادته، والنأي به عن التدخل بالشؤون الداخلية العربية ورفض الانجرار لرايات التحريض المذهبي والانقسامات الطائفية، وعدم الإساءة للأقطار العربية وبالذات أقطار الخليج العربي التي تتألم لما يحدث للبنان وشعبه من مآس.


وترتبط أقطار الخليج العربي بلبنان بعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية، رسمية وشعبية، تعمل لصالح المجتمعين الخليجي واللبناني، وهي معادلة يجب أن تتزين بالشفافية والنزاهة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية