الطبيعة غنية بالمصادر التي تمد الإنسان بما يحتاجه من سلع وخدمات لا تنفد، بل تتجدد مع مرور الزمن، فالرياح والمياه والشمس طاقة متوفرة للبشر منذُ الأزل، وتمد الإنسان بالطاقة دائمًا، فالطاقة المتجددة حياة آمنة اجتماعيًا وبيئيًا، ويستطيع الإنسان بعلمه ومعرفته وابتكاراته وإبداعاته تحويل هذه الموارد إلى طاقات حرارية دائمة وبدون مخلفات تضر بالكائنات الحية والأرض.
وتعتبر الطاقة المتجددة وسيلة ناجحة ومُيسرة لإنتاج الكهرباء للكثير من الدول ومنها مملكة البحرين، وفي بعض هذه الدول تمت تغطية نسبة (20 %) من حاجتها الكهربائية، ومن إيجابيات استخدام هذه الطاقة “قدرتها على مواجهة الاحترار العالمي، الحد من انبعاث الغازات في الغلاف الجوي، تجنب تهديدات تغير المناخ بسبب التلوث واستنفاد الوقود الأحفوري، بجانب التخلص من الأضرار الاجتماعية والسياسية للوقود الأحفوري والطاقة النووية، حماية النُظم الإيكولوجية والتنوّع الإحيائي”، وبالرغم من ارتفاع كلفتها الاستثمارية فقد ارتفع عدد الدول التي أدرجتها من (43) بلدًا في 2005م إلى (164) دولة، وتضاعفت الاستثمارات فيها بعد أن تحولت إلى مصدر للدخل تجاريًا. 
في أكتوبر 2016م انتهت وحدة الطاقة المستدامة في البحرين من إعداد “الخطة الوطنية الأولى لكفاءة الطاقة” بهدف تنوع الطاقة والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة التي اعتمدها مجلس الوزراء في يناير 2017م، عبر مشروع “وحدة الطاقة المستدامة” بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويتوافق هذا مع الهدف السابع للتنمية المستدامة “تحقيق طاقة نظيفة”، وبهدف المشاركة في الحد من تغير المناخ بخفض الاستهلاك من المحروقات الناتجة عن استخدام الطاقات الأخرى. 
وشرعت هيئة الكهرباء والماء بالترويج لاستخدام الطاقة المتجددة عبر مشروع “تركيب نظم الطاقة الشمسية في المنازل”، ونفذت مشروع “محطة طاقة شمسية” بقدرة إنتاجية تبلغ (100 ميغاواط)، ومن إيجابيات مشروع الطاقة المتجددة أنه يؤدي لخلق فرص العمل، والحد من تلوث الهواء، ويحتاج لكميات أقل من المياه وباستخدام الموارد المحلية، وإنها إحدى الطرق الأسرع الكفيلة بتوسيع إتاحة الكهرباء باستخدام الأشعة الشمسية والرياح، وكذلك تتسم “بديمقراطية توزيع الطاقة” التي تنافست مع المحروقات الأحفورية لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال تخفيض تكاليف إنتاجها الكهربائي، بسبب خفض تكاليف المعدات والإنشاء ومجالات التشغيل والصيانة والتمويل. 
إن الاعتماد على الطاقة المتجددة يكفل تحقيق طاقة مستدامة، فهي طاقة آمنة تعتمد على موارد طبيعية متواجدة لا تنضب أبدًا، وتتجدد كلما حافظ الإنسان عليها.