+A
A-

الصالح: شعرت بإنسانيته وكان يناديني “ابنتي الوزيرة”

أكدت وزيرة الصحة فائقة الصّالح أن “المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حريص على متابعة حالة كل مريض بنفسه، بغض النظر عما إذا كان يعرف المريض أو لا يعرفه، وأنا شخصيا من خلال عملي في الحكومة شعرت بإنسانيته تجاه كل مواطن أو مريض يحتاج إلى علاج، وتوجيهاته تنفذ في الحال، إلى جانب مقابلته للمواطنين بعد انتهاء فترة علاجهم؛ لكي يطمئن عليهم بنفسه”.
وأشارت الصالح إلى أن سموه كان يوجهها شخصيا بالذهاب إلى المستشفى والسؤال عن المرضى مباشرة والسماع إلى احتياجاتهم، مستذكرة المواقف الإنسانية لسموه، قائلة إن سموه خلال مجلسه الأسبوعي، كان يقف عن الحديث ويسألها عن مريض ويتابع تفاصيل الخدمة التي قدمت له والحالة الصحية للمريض، مردفة أن إنسانيته ليست لأنه كان رئيس وزراء أو قائدا بل يعتبر أبا يخاف على كل فرد موجود في البحرين؛ باعتبارهم أبناءه.
وبينت وزيرة الصحة أن “لسموه ذاكرة متقدة، فقد كان دائما يذكر كلمات لا أنساها إذ يسألني: (كيف حال ابني، وكيف حال ابنتي)، حيث يعتبر المريض وكأنه ابنه أو ابنته”، مضيفة أن “سموه يحزن عندما يسمع عن مواطن يعاني من مرض خطير أو مستعص ولم يتماثل للشفاء، بالمقابل يشعر سموه بالفرح عندما يسمع أن المريض قد تماثل للشفاء”.
وأشارت إلى أن “سموه كان يشجع على البحوث الطبية والعلاجية وإيجاد العلاجات المناسبة، إلى جانب اهتمامه بالأطباء، سواء قبل أو أثناء الجائحة، حيث كان أسبوعيا يلتقي بالأطباء ويسمعهم بنفسه، ويسألهم عن توجهاتهم واحتياجاتهم، وكان يفرح عندما يسمع أن أحد الأطباء ذكر علاجا معينا أو قام بعملية صعبة ويقوم بطلب مقابلته، وهو ما يؤكد أن البحرين بخير وبها كفاءات وطنية، حيث أعلن تخصيص يوم للطبيب البحريني وهو أول أربعاء من شهر نوفمبر للاحتفاء بالأطباء لثقته بالكوادر الطبية البحرينية، إذ كان وأثناء مرضه الأخير يتابع معي ما سنقوم به في يوم الطبيب البحريني، وما سوف نقدم لهم، حيث كان يريد شخصيا تكريم الأطباء لو لا مرضه”.
واستذكرت وزيرة الصحة فائقة الصالح مواقفه الأبوية على صعيد الكلمات التي كانت يقولها سموه لوزيرة الصحة، فقالت “كان يناديني (بنتي وزيرة الصحة).. كانت كلمة (بنتي) تعني لي الكثير، إلى جانب تحفيزه لي، وكان يشد على يدي خصوصا في الصعوبات التي تواجه العمل الحكومي، حيث كان يقول لي عندما يمسك بيدي (إننا معكِ ونحن نساندك وأنتِ ابنتنا)، إضافة إلى تشجيعي على استمرار العمل وتحقيق تطلعات الحكومة في خدمة المواطنين”.
وقالت وعيناها قد أغرورقتا بالدموع، إنها ما زالت تشعر بمسكة يده، إذ كانت لها معان عدة لدى جميع المواطنين، وبينت “ما زلت أتذكره وأفتقده كأب وما زال في الذاكرة ولا يمكن نسيانه، إلى جانب حنانه وعطفه علينا ووقوفه معنا في كل الصعوبات التي نواجهها في العمل، لذلك فإن فقدانه كان صعبا علينا وكلماته ما زالت تصدح في آذاننا، ومهما تحدثنا لن تفي الكلمات الحديث عن سموه، حيث ضحى بصحته لخدمة هذا البلد فكيف لا نحزن عليه؟ فهو الإنسان والقائد والأب لكل مواطن في مملكة البحرين”.