+A
A-

العريض: فقيد الوطن يتابع مشكلات المواطنين شخصيا

قال المستشار السابق بديوان سمو رئيس الوزراء علي العريض “لقد مضى عام منذ أن فقدت البحرين ابنها البار صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وقد كان الخبر كالصاعقة ليس عليّ وحدي ولكن على الجميع والبحرين بأكملها، إذ كان الخبر مؤلما جدا، ولكن هذا قضاء الله وقدره ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته”. وأضاف أن “ذكرى سموه تعيش معي أينما كنت، حيث قضيت ما يقارب 40 عاما في خدمته موظفا في ديوان سموه، حيث كان سموه إنسانا بمعنى الكلمة، وكان يتأثر لكل صغيرة وكبيرة، وكان يتابع مشكلات المواطنين شخصيا، سواء ما يصل من رسائل إلى ديوان سموه أو ما يتم بثه من الإذاعة، ويتابع شخصيا موضوعات الناس، ولا يهدأ له بال حتى يصل إلى حل”.
واستذكر العريض أنه في يوم من الأيام عند الساعة السابعة والنصف اتصل به سموه شخصيا وأخبره بأن هناك حريقا في أحد منازل قرية سترة، وأن هناك عائلة في هذا المنزل، حيث أراد سموه أن يعرف ما أحوال هذه العائلة، وقال العريض “بدأت أجمع المعلومات عن تلك العائلة وإذا به يتصل بعد دقائق ويطلب مني الذهاب شخصيا إلى المكان للاطلاع شخصيا على ما يجري، وذهبت هناك وجمعت المعلومات وأخبرت سموه بها وإذا به يأمر الجهات المعنية لإيجاد سكن مؤقت فوري لهذه العائلة وفي ذات الوقت يتم ترميم منزلهم إثر الحريق”. 
وأردف مستذكرا متابعة سموه وإنسانيته لكل مواطنيه “سموه علِم بأن هناك عائلة في إحدى قرى البحرين تعاني من إعاقة لإحدى بناتها إلى جانب بنت أخرى لديهم تعاني من مرض شديد ويسكنون في غرفة واحدة، وطلب مني سموه معلومات عن تلك العائلة، وبالفعل أخبرت سموه بحال تلك العائلة، وإذا بسموه يأمر بتوفير سكن يناسب إعاقة البنت ويناسب تلك العائلة، إلى جانب طلب سموه أن يحضر والد العائلة لمقابلة سموه، وبالفعل حضر والد البنتين حيث كان سعيدا بلقاء سموه، الذي أمر بتوفير المسكن المناسب لتلك الحالات”.
وقال العريض “أتذكر خلال التسعينات أن التيار الكهربائي انقطع في البحرين، وإذا بسموه بدلا من أن يحضر إلى المكتب توجه إلى مركز السلمانية الطبي وأمر فورا بتوفير مولدات كهربائية، لكي لا يتأثر المرضى ولا تتأثر غرف العمليات، وبقي سموه فتره طويلة وهو يتفقد المرضى في المستشفى”.
وبشأن ما شاهده شخصيا عندما يلتقي سموه المواطنين، قال “إن الراحل فقيد الوطن كان يستمع للشخص الذي يستعرض حالته، وإن أطال في حديثه مع سموه، فإنه يعطيه الوقت بالكامل للتحدث إليه”، مردفا “هناك العديد من الحالات التي استقبلها سموه، ومن بينها حالات جاءت تعرض على سموه بعض المشكلات والمطالب، وتطلب الحل لمثل تلك الحالات، ولم يكن يتهاون في استقبال المواطنين والاستماع لمشكلاتهم ومطالبهم، وكان يأمر بمعالجة تلك الحالات على وجه السرعة، بل كان سموه يتابع حل المشكلات بنفسه”.                    واسترسل العريض مع شريط الذكريات مع المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، قائلا “لقد تعلمت من سموه كيفية الاستماع للآخرين فقد كان سموه يعتبر ذلك فنا، ويقول لنا (حتى وإن كنت تعرف عن الموضوع، ولكن استمع لتزداد معلوماتك، ولا تأخذ القرار بسرعة وانفعالية، عليك أن تتروى ليكون قرارك صائبا)”، مردفا “لقد تعلمت من سموه الصبر والتواضع”.                     
وأكد العريض في تصريحاته لـ “البلاد” أن سموه أثناء الدوام يوصي بالاستماع وحل مشكلات المواطنين والتأكد من أي معلومة تصلك قبل أن تأخذ القرار، إذ كان يبدأ الحضور باكرا ويتلقى التقارير الصحافية كل صباح، ومن ثم وهو في المنزل قبل أن يأتي إلى المكتب يتصل بديوان سموه لتوجيه المسؤولين بشأن ما جاء في الصحف المحلية، ثم يصل سموه إلى الديوان ويبدأ العمل، الذي كان يمتد العمل حتى الثانية والثالثة عصرا دون ملل أو كلل وينجز العمل بإتقان ودقة، مختتما “تعلمت منه أنه إذا عملت يجب أن تعمل بدقة، وإنجاز العمل بهدوء وأن يكون العمل متقنا وبأعلى معايير المهنية المطلوبة”.