راودني هذان البيتان وأنا أبحث بين المفردات عن تراكيب من العبارات تعكس ولو بقدر يسير، مرور عام على رحيل فقيد الوطن الكبير المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.. القائد الإنسان الوالد العز والشرف والقلب الكبير.. وأكثر من ذلك.. الغائب الذي لا يغيب بهاء نوره، فتمثلت قول الشاعر:
ما كنتُ أحسِبُ أني سوفَ أبكيهِ
وأنّ شِعْري إلى الدنيا سينعيهِ

وأنني سوف أبقى بعد فراقه
حيًّا أُمزّق روحي في مراثيه
نعم.. لا يمكن أن تغيب روحك “أبا علي” عن أرواحنا وقلوبنا، فقد مضى عام على رحيلك إلى البارئ جل وعلا ووفدت على كريم ولا يزال ذلك الأثر في “مجد وطن” أنت فيه نبضه العظيم، في حياتك وبعد مماتك، جعل الله أعلى مراتب الجنان منزلك وأنعم عليك بالمغفرة والسرور والرضوان والحبور في منزل صدق عند مليك مقتدر.
حبك لا يفنى.. حضورك في قلوب أبناء وطنك لا يوصف.. وعزاؤنا في أبنائك وأحفادك وكل فرد من أفراد الأسرة البحرينية يسير على نهجك، فقد تعلمنا منك حب هذا الوطن العظيم بقيادته وأهله.. بتاريخه التليد وحاضره المجيد.. تعلمنا منك أن نلتف حول قيادتنا.. ونسير سيرة المخلصين لوطنهم في ظل العهد الزاهر لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وهذا الإخلاص الذي كنت أنت من أعذب مدارسه وأنقاها.. لا يزال يروينا من عذب زلاله، وطيب نمائه، وخير روائه.. رحلت عن هذه الدنيا، لكن نهرك يمضي بسخاء وعذوبة.
تلك المحبة العامرة هي السجل المعطر، كم هي المآثر والمناقب تتجاوز حدود العرفان للقائد المفخرة؟ وهكذا هم الرجال العظام حين يغادرون الحياة الدنيا، تتحدث مآثرهم وتتجلى مناقبهم، فلقد أودع “خليفة بن سلمان طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه”، في أبناء بلده طيبة خليفة وعطاء خليفة وبذل خليفة وكرم خليفة وإخلاص خليفة من أجل وطن العطاء والبذل والكرم.. رحمك الله “أبا علي”.. وأنعم عليك بما تقر به عينك في جنات عرضها السموات والأرض.. وستبقى روحك ترفرف في أرواحنا.