العدد 4776
الخميس 11 نوفمبر 2021
banner
توفي الأمير رحمه الله.. عاش الأمير حفظه الله
الخميس 11 نوفمبر 2021

إنها مشيئة الله وإرادته وسنة الحياة وقانون البقاء والاستمرار؛ بهذا الإيمان رضينا بقضاء الله وقدره، وبهذه الروح عشنا يوم الحادي عشر من نوفمبر من العام الماضي.
في ذلك اليوم غرقنا في خضم مزيج من الأحاسيس الإنسانية والمشاعر الوطنية، فقد أحاقت بنا مشاعر الحزن والألم والأسى، وغمرتنا أحاسيس الثقة والأمل والتفاؤل في آن واحد. 
حزنا وتكدرنا وتألمنا لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى  صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، الذي كان رئيسًا للوزراء في بلدنا الحبيب حتى ذلك اليوم، وغمرتنا أحاسيس الثقة والأمل والتفاؤل لتولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه رئاسة الوزراء في اليوم نفسه إلى جانب تحمله لمسؤوليات ولاية العهد.
كان يوما مشهودًا في تاريخ البحرين وحياة شعبها؛ فقد التحمت فيه مشاعرهم وتجلَّت فيه مرة أخرى وحدتهم الوطنية وولاؤهم ووقوفهم خلف قيادتهم، وأحسوا فيه بالفخر والاطمئنان لسلاسة انتقال السلطة التنفيذية في إطار الحكم الدستوري الملكي الراسخ.
لقد فقدنا في ذلك اليوم قامة شامخة من قامات دولتنا وعلما شاهقا من أعلامها ورمزا بارزا من رموز التفاني والإخلاص والعطاء.
فقدنا قائدا ساهم في صوغ تاريخنا الحديث، وفارسا حمل على عاتقه هم الوطن وأبنائه وأفنى حياته في خدمة وطنه قيادة وشعبا وترابا، وستبقى ذكراه مستقرة في وجدان كل مواطن وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة، وستظل هذه الذكرى عالقة في ذاكرة الوطن والتاريخ  إلى أبد الآبدين.
انتقل المغفور له إلى رحمة الله تعالى في مثل هذا اليوم من العام الماضي وهو قرير العين مطمئن النفس، واثق، كما نحن جميعًا واثقون معه أيضًا من أن المسؤولية والأمانة ستنتقل إلى يد قوية أمينة وسيتحملها ويتقلدها أمير شاب يمتلك كل مقومات الرئاسة والقيادة والإدارة، وكل خصائص وخصال الرجولة والفروسية والعزيمة والثبات من حكمة وروية واتزان؛ وبالفعل فقد تجلت كل هذه الخصائص والخصال بشكل ساطع منذ تسلمه زمام رئاسة الوزراء من خلال حرصه على استمرار مسيرة الخير والعطاء لهذا الوطن، ومن خلال تصديه لكل التحديات التي فرضتها المعطيات الإقليمية والدولية؛ وكان من أبرزها تصدره وقيادته لفريق البحرين الذي تمكن من مواجهة جائحة كورونا بكفاءة واقتدار حازت على تقدير وثناء المجتمع الدولي.
واليوم، وبعد مرور عام كامل، فإننا نقف وقفة إجلال وإكبار وتقدير أمام هذه الذكرى معاهدين الله سبحانه وتعالى، ومعاهدين سموه رحمه الله بأن نبقى مخلصين للعهد أوفياء لهذا الوطن وقيادته وكل ذرة من ترابه، باذلين الأرواح والمهج لكي تبقى راية البحرين عالية خفاقة ترفعها سواعد مليكها المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده الأمين رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظهما الله ورعاهما، محفوفين بحب وولاء شعبهما المخلص الوفي.
رحم الله الوالد الحكيم الإنسان المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .