من منا لم يشاهد الفنان المصري محمد رمضان وهو يرمي حفنة من الدولارات أثناء حفله الذي أقيم مؤخرا! لا أدري إن كنت قد وفقت في تسميته فنانا، وليعذرني الفنانون الحقيقيون! مصر التي أنجبت فنانين منذ عقود مازالوا يحفرون أسماءهم من ذهب بسبب فنهم الراقي وشخصيتهم الفذة وروعة أدائهم على الرغم من إمكانياتهم المتواضعة جدًا.
في اعتقادي أننا نتحمل مسؤولية هذه المستويات الهابطة، ويجب أن يتوقف هذا النوع من الاستعراض، وكفانا انحدارا بالمستوى الأخلاقي والذوق الفني، واللوم ثم اللوم على الجمهور وحده، فهو من يرفع شأن أي فنان، فتخيلوا أن يقاطع الجمهور هذا الفنان في حفلة أو حفلتين متتاليتين، كيف تتوقعون مصيره.
هذا “الفنان” ظهر قبل فترة قصيرة ليعلن حصوله على شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الأوروبية التي بدورها فندت هذا الخبر وقامت بسحب الشهادة منه حيث اتضح أنها كانت مزورة! في المقابل أتمنى في المستقبل من الجهات المنظمة المعنية التي تستضيف أي فنان أو شخصية أن تكون على علم تام بكل تفاصيل العرض، وأن لا يترك للفنان التصرف حسب هواه، فهناك قواعد وأسس وضوابط يجب تحديدها وتوضيحها في العقد المبرم.
نقرأ أخبارًا غريبة وعجيبة كل يوم لم نتعود عليها سابقًا! فتلك الفنانة الخليجية مثالًا تصرح بأنها معجبة بتنبؤات ومعرفة المستقبل للملياردير بيل غيتس وتصفه بنبي العصر الإلكتروني! وتعرض عليه فكرة الزواج منها! لا أدري إلى أين نحن ذاهبون وماذا حدث للناس، فقد أصبحنا نتوقع كل يوم مفاجآت غريبة وعجيبة وكلها ترفع ضغط الدم والكوليسترول والسكر وأمراض القلب وتزيد تخلفنا! 
آخر تلك التقليعات عرض أغلى كمامة صحية للوجه للوقاية من فيروس كورونا، والتي يبلغ سعرها مليونا و500 ألف دولار، ويرجع ارتفاع قيمة الكمامة كون شركة المجوهرات الأميركية المصممة لها زينتها بـ 3608 ماسات بالأبيض والأسود، وأكدت الشركة المصنعة أن الكمامة المرصعة بالماس والذهب لا تتعارض مع الشروط الصحية وهي معتمدة من قبل “إدارة الغذاء والدواء الأميركية”! 
قال تعالى: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”، (النحل: 112). والله من وراء القصد.