العدد 4782
الأربعاء 17 نوفمبر 2021
banner
التسامح فضيلة إنسانية نبيلة
الأربعاء 17 نوفمبر 2021

“التسامح” فضيلة أنعم الله بها على البشرية، وتعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الإنساني وثقافات البشر وعقائدهم وعاداتهم وأنماط حياتهم، ويهدف التسامح إلى نبذ الخلافات والمشكلات والعنصرية بين البشر والدول، وإعلان التفاهم والتعاون ونشر مبادئ الحوار بينهم، وتجنب التطرف والبُعد عن الصراعات والنزاعات السياسية والدينية والطائفية، والنهوض بحرية الإنسان وتوفير سُبل الرفاهية له، ولأهمية التسامح حددت الأمم المتحدة يوم (16) نوفمبر للاحتفاء به في كل عام، والذي بدأ في 1995م حيث أعلنت فيه المبادئ الخاصة للتسامح.
ويؤدي التسامح إلى تكوين مجتمعات بشرية متجانسة في الفكر والشعور والأهداف والتطلعات، ويضمن بقاءها كمجتمعات مسالمة وتحقيق الوئام بينها في شتى المجالات، ويبعد البشر عن التطرف والتعصب والعُنف والحروب وصولًا لبناء السلام القائم على المحبة والتآلف، حيث بات السلام اليوم الوسيلة النقية للعيش بين الشعوب، حيث يجعل الأفراد يعيشون بأمن واستقرار دائم وازدهار.
ويحمل التسامح رسالة للدول وحكوماتها وشعوبها، بأن التسامح حالة ذهنية ووعي إنساني، وأن التنوع الثقافي معادلة تجمع بين البشر لا تفرقهم، وأن التسامح يجعل السلام مُمكنا بين الدول والشعوب ليحل مكان التعصب والعُنف، وأن التسامح يحمي معتقدات الإنسان وآراءه ويُعزز إيمانه بمعتقدات وآراء الآخرين، والتسامح لا يتعارض مع أي دين بل هو جزء منه، وهو من بنود مبادئ حقوق الإنسان، وجميع الأديان آمنت بأن البشر من أبٍ واحد وأمٍ واحدة ومن طينةٍ واحدة، وفي 1995م وضعت “اليونسكو” جائزة سنوية “جائزة مادانجيت سينغ لتعزيز التسامح واللاعنف” لمكافأة الأنشطة المهمة في المجالات العلمية أو الفنية والثقافية أو في مجال الاتصالات، وتمنح للأفراد أو الدول أو المنظمات والمؤسسات التي امتازت بتقديم مبادرات تعزز قيم التسامح.
ويتوافق التزام الأفراد بمبدأ التسامح بينهم بالالتزام بمعتقداتهم الدينية ونبذ التعصب والكراهية والفرقة بينهم، والتزام الدول بمبدأ التسامح يتناغم مع التزامها بجوهر ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية الأخرى، فالتسامح يؤكد أن الكراهية والتعصب والحروب والصراعات تدمر الحياة الإنسانية وتتجاهل أهدافها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .