العدد 4786
الأحد 21 نوفمبر 2021
banner
48 ساعة!
الأحد 21 نوفمبر 2021

كان يوم الخميس قبل الماضي حافلا، ذهبت مسرعة إلى جلسة برلمان الشباب حتى تتسنى لي رؤية أبنائي وبناتي.. الطلبة المشاركين في مثل هذا الحدث المهم، كنت أتابعهم بشغف من مقاعد الجلوس العلوية وهم يناقشون ويعملون ويرمقوني بنظراتهم للتأكد من وجودي إلى جانبهم بين الفينة والأخرى، كان شعورا جميلا جدا اختلطت فيه مشاعر الفرح والفخر والاعتزاز، والحمد لله على ذلك، مضى الخميس جيدا وأتى الجمعة مبتهجا، ولأنني كنت مشغولة مع الطلبة والطالبات يوم الخميس فقد آثرت أن أسجل حلقة برنامجي التلفزيوني الجمعة ورغم أنني أفضل أن أقضي الجمعة في المنزل إلا أن الحلقة كانت جميلة وممتعة، وعدت سريعا إلى المنزل، والجوع يعتصرني، حيث كانت الساعة الحادية عشرة ظهرا، كان الجميع في المنزل قد تناول الفطور، وبقيت أنا وحدي على مائدة الطعام ألتهم الأجبان والفلافل بطريقة غريبة، كنت حقا جائعة، لكن شعرت بالتخمة سريعا وقررت عدم تناول الغداء مكتفية بالفطور الغني.
كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما بدأت التوعك، وبدى لي الأمر عاديا خصوصا أنني أعلم ما أجرمت به في حق نفسي وقت الفطور! مرت الساعات وزاد الألم الذي قررت كالعادة تجاهله، لكنني لم أستطع أن أغمض عيني وتوجهت إلى طوارئ إحدى المستشفيات الخاصة التي كتبت لي المسكنات فقط لا غير، وهو ما اضطرني للعودة إليها مرة أخرى بعد 5 ساعات، أي صباح السبت، وأيضا تم صرف المسكنات ولا غير. 
أجريت مكالمة هاتفية مع أحد الأصدقاء الذين أرشدوني للذهاب إلى مستشفى الملك حمد الطبي الجامعي وما إن خطوت باب الطوارئ هناك حتى كان فريق طبي كامل فوق رأسي يجري لي مجموعة ضخمة من التحاليل والأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية، وتقرر إدخالي فورا غرفة العمليات وقبل الدخول انفجرت الزائدة الدودية في بطني معلنة انتصارها علي في حرب دامت بيني وبينها عامين كاملين! عامين وأنا أتألم وأعيش على المسكنات فقط حتى لا يتعطل جدول أعمالي يومين! أتساءل حاليا، ماذا لو كنت قد فقدت حياتي في غمضة عين؟ ماذا عن عائلتي عن أصدقائي عن أحلامي التي أعشق وأتمنى رؤيتها؟ كم كنت مهملة ومقصرة بحق نفسي من أجل أمور يمكن تداركها في أي وقت لاحق !
تخلصت من الزائدة وأتمنى معها أن أتخلص من جلد النفس والضغط عليها والعمل اللامنقطع ومئات الملفات من حولي، تعلمت من الدرس جيدا، سأبقى كما أنا لكنني سأضع صحتي على ملف الأولويات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية