العدد 4787
الإثنين 22 نوفمبر 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
تقييم الأداء بعيدًا عن المزاجية (2)
الإثنين 22 نوفمبر 2021

 سعدت بتفاعل القارئ الكريم مع الجزء الأول من مقالتي هذه. كان تفاعلًا قد يوازي في أهميته موضوع تلك المقالة، فتقييم الأداء موضوع في غاية الأهمية ليس فقط للأفراد وإنما يمكن أن يكون أحد الأساليب الفاعلة للتعرف على مدى انحراف أداء العاملين عن الأداء المخطط الذي يؤدّي إلى تحقيق المؤسسة لأهدافها.
 اختلفت الآراء وتنوّعت التعليقات، فقد تساءل البعض وبلغة قد لا تخلو عن الطرافة: ماذا لو كان المسؤول امرأة كيف يمكن التعرف على مزاجها في ذاك اليوم فالمرأة لا ترتدي الغترة كما المثال في المقال السابق. ثم ماذا لو كان المسؤول يرتدي بدلة....إلخ. لكن السؤال الذي نحن بصدد الإجابة عليه وطرح من قبل البعض كان: ما هو الحل؟ كيف يمكن أن يكون التقييم أكثر إنصافًا وعدالة ليعكس أداء وإنتاجية العاملين؟.
 في المقالة السابقة وضعنا أمامك سيدي القارئ تعريفًا لتقييم الأداء وبينّا أهمية هذا الإجراء باعتباره الأساس للترقية والنقل ومنح الحوافز والمكافآت، إلا أن هذه العملية كما قلنا يمكن أن تخضع لأهواء ومزاج المسؤول إذا لم تكن مبنية ومعتمدة على مبادئ وأسس علمية واضحة وقابلة للقياس والتقييم.
 أحد هذه المبادئ هو استخدام منهجية الإدارة بالأهداف، قبل أن نتحدّث عن بعض مزايا هذه المنهجية ليسمح لي سيدي القارئ أن أضع أمامه تعريفًا لها كما جاء في أحد المصادر الإدارية الموثوقة، وهو معجم المصطلحات الإدارية الصادرة عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية، يعرّف المعجم الإدارة بالأهداف بأنه: 
 “مدخل إداري يقوم على اشتراك كل من الرؤساء والمرؤسين معًا في تحديد أهداف للأداء يتم تحقيقها في المستقبل مع عدم التدخل في أساليب أو طرق العمل المتبعة لتحقيقها. ويتم تقييم المرؤوسين من خلال مدى تحقيقهم لهذه الأهداف التي تم الاتفاق عليها”. انتهى. إذًا ليس هناك أي تدخل أو تحكم أو سيطرة للمزاج على عملية تقييم العاملين فالإنتاجية المتمثلة في مدى تحقيق الأهداف هي الأساس لمنح العامل الدرجة المناسبة لأدائه. أليس هذا منطقيًّا سيدي القارئ؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .