الوعي الصحي يعني تمتع الأفراد بالثقافة الصحية، والتزامهم بالإرشادات الصحية وكيفية التعامل مع مختلف الأمراض وتفادي الإصابة بها، وبالطريقة الصحيحة لطُرق الاستهلاك والاختيار المناسب للأغذية، وباتباع نظام غذائي سليم وسلوكيات صحية، وتفادي السلوك الخاطئ، ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام، وبتنظيم الندوات وتأليف الكُتب وإصدار المجلات الصحية، وحث أفراد المجتمع على أهمية الفحص المُبكر لمختلف الأمراض، فالوقاية خيرٌ من العلاج، وبتعويدهم على نمط الحياة الصحية وممارسة الرياضة وترك التدخين. إن الوعي الصحي جزء من مسؤولية الإنسان تجاه نفسه، ومسؤولية الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمدارس والمعاهد والجامعات وكذلك الأُسر.
ويعمل الوعي الصحي على تنظيم حياة الإنسان والحفاظ على صحته إن كان مريضًا أو سليمًا، فمثلما يعتمد الاقتصاد السليم على المجتمع السليم الذي يعتمد بدوره على الأسرة السليمة، فالأسرة حجر الأساس في المجتمع، فسلامة الفرد من سلامة الأسرة، وسلامة الأسرة من سلامة المجتمع التي يتحقق عندها تحسين الصحة العامة وبناء عادات صحية سليمة، وخفض مستوى حدوث الأمراض، وتوعية أفراد المجتمع بخطورة بعض الأمراض والتقليل من وجودها وصولا لاجتثاثها، وخفض نسبة الوفيات التي تسببها.
ويسعى الوعي الصحي إلى نشر وتنمية الثقافة الاستهلاكية لأفراد المجتمع، من خلال نشر المعلومات عن أفضل طرق اختيار السلع الاستهلاكية ليس بحسب سعرها ومكان إنتاجها بل بما يكتسبه الإنسان من فوائد بدنية وصحية عند استخدامها، وبما تحتوي من مكونات غذائية هادفة لتحقيق صحة جيدة ومستدامة للإنسان.
يحتاج الإنسان في حياته دائمًا للعناية الصحية، وهذه تتحقق بالشراكة المجتمعية بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل معًا لتحقيق هذا الهدف، فسبحانه وتعالى وهب الإنسان الصحة وهي أمانة يجب أن يحافظ عليها غذائيًا ووقائيًا، باختياره الأمثل للأطعمة الاستهلاكية النافعة والمغذية. فللمجتمع المدني دور كبير في تعزيز الوعي الصحي وتشجيع الأنماط الصحية السليمة لتحقيق الحياة الطيبة للإنسان، فمؤسسات المجتمع البحرينية تنظم الكثير من البرامج الصحية التوعوية والتثقيفية والرياضية والعلاجية لمختلف فئات المجتمع وبمشاركة أفراد المجتمع في العديد من المناسبات الوطنية والاجتماعية والصحية التي تحتفل بها البلاد.