+A
A-

“البروبتك” تعزز عمليات شركات التطوير العقاري وتخفض الكلفة التشغيلية

المناعي‭: ‬“البروبتك”‭ ‬ساعدت‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬وبناء‭ ‬الأبراج‭ ‬والصيانة‭ ‬

الأهلي‭: ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬شركات‭ ‬“البروبتك”

 

العقارات هي أكبر فئة أصول في العالم، لذلك يعتقد خبراء في هذا المجال أن التكنولوجيا العقارية “ أو ما يسمى بـ “البروبتك Proptech” تتداخل مع التكنولوجيا المالية في أهميتها في تطوير قطاع العقارات من خلال الحد من الأعمال الورقية وكذلك جعل المعاملات أكثر سرعة وفعالية وأماناً، وتخفض من المصروفات والكلفة التشغيلية.
“البلاد “توجهت بسؤال إلى عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال البحرينية ورئيس لجنة العقار والتشييد بالجمعية، ناصر الأهلي، عن دور التكنولوجيا العقارية في تطوير وإدارة  الأعمال  العقارية في البحرين؟ فقال الأهلي “لاشك أن طرح هذا الموضوع المهم والمتطور الجديد في عالم العقار موضوع له أهمية قصوى، فخلال السنوات الثلاث الماضية برزت بشكل واضح وسريع أهمية هذا المتطور الجديد بعد انتشار جائحة كورونا ( كوفيد- 19 )، فمنذ العام 2019 وحتى الآن، تعتبر الجائحة السبب الرئيس لبروز تكنولوجيا العقارات “بروبتك” على الساحة التجارية والاقتصادية، حيث فرضت علينا (كوفيد 19) مسألة الحجر المنزلي والاحترازات وأجبر العالم بأن يخترع ويطور مختلف الوسائل الإلكترونية المتطورة في سبيل المحافظة على صحة الناس والالتزام بالقرارات الرسمية وأُبتكرت المنصات والمواقع الإلكترونية التي يتم خلالها عرض وبيع مختلف البضائع وأيضا تم تطوير المعاملات الرسمية وأصبحت الكترونية والعقارات وأعمالها ليست استثناء، إذ لم تكن بعيدة عن هذه الأحدات المتسلسلة من عالم التكنولوجيا، فانتشرت المواقع الإلكترونية المختصة بالقطاع وانتشرت منصات عقارية تقدم خدماتها التسويقية والإدارية في الأعمال العقارية من بيع وشراء وتقييم وعرض العقارات وإدارة الأملاك، كلها أصبحت متاحة واتجهت أغلب الشركات والمؤسسات العقارية إلى تبني “البروبتك”. 
واستطرد الأهلي بالقول “القطاع العقاري هو أحد القطاعات في العالم التي تشهد حاليا تحولا رقميا من حيث الاستثمار في الحلول والتطبيقات لجميع شرائح وأعمال القطاع وباختلاف أنواعها”. وأضاف “تعتبر مملكة البحرين من الدول المرشحة في الخليج والشرق الأوسط لتتبوأ دورا رياديا في هذا المجال، حيث إن القطاع العقاري في البحرين يحتل سمعة جيدة وخبرات متراكمة وتعد بيئته ملائمة للابتكار والتطور الرقمي وفي إيجاد الحلول المناسبة لجميع المشاريع العقارية”. 
وتابع الأهلي “أظهرت الكثير من الدراسات خلال السنوات الخمس الماضية بأنه يجب على الشركات العقارية التقليدية التعامل مع شركات تكنولوجيا المعلومات؛ من أجل التكيف مع البيئة العالمية المتغيرة في هذا المجال المهم”، منوها بأن بعض ميزات تكنولوجيا العقار(البروبتك) تساعد في ركيزتين مهمتين، وهما الإبداع والكفاءة في العمليات التشغيلية لمطوري العقار وإدارة العقارات وأيضا تساهم بصورة كبيرة في تقليل النفقات التشغيلية والإدارية للملاك وشركات إدارة العقارات والأملاك. 
واختتم رئيس لجنة العقار والتشيد بجمعية رجال الأعمال البحرينية أن “مملكة البحرين تعتبر من الدول الرائدة في تكنولوجيا العقار من خلال إطلاق العديد من المنصات العقارية التي أصبحت سمة بارزة في السنتين الأخيرتين، منها منصات لشركات خاصة مثل منصة بحرين بروبرتي والمنصة العالمية بروبرتي فايندر ومنصات تابعة للجهات الرسمية مثل منصة بنك الإسكان “بيتي”، وهي نموذج يخدم أساسا المكاتب العقارية وأصحاب الطلبات من برنامج مزايا للسكن الاجتماعي، و هو يعتبر باكورة أعمال الجهات الرسمية في البحرين ولاشك أن هذه المنصة أتت لتواكب التنمية العقارية ورؤية البحرين 2030 وهناك العديد من المنصات العقارية في طور النشأة وإطلاقها خلال العام 2022”. 
من جهتها، قالت الخبير العقاري العالمي إيمان المناعي إن “البروبتك” ساعدت وأسهمت كثيرا في عمليات التطوير العقاري وذلك في دقة المعلومات؛ لذا اتجهت كثير من شركات التطوير العقاري إلى إنشاء التطبيقات الإلكترونية التي من خلالها تستطيع أقسام إدارة الممتلكات من القيام بطلبات الصيانة ومتابعتها وتحصيل الإيجارات وغيرها. وكذلك ساعدت “البروبتك” شركات التطوير العقاري في التخطيط وبناء الأبراج وكافة إجراءات تنفيذها.


وبسؤالها عن تأثير التكنولوجيا العقارية في التكلفة التشغيلية، قالت المناعي “بالطبع كل شيء إلكتروني يقلل التكاليف، ففي فترة جائحة الكورونا نقلت “البروبتك” القطاعات كافة وليس القطاع العقاري فحسب، إلى مرحلة جديدة من خلال طريقة تحويل الأموال في العقارات المؤجرة وعملية الدفع لشراء العقارات، وكذلك عملية إرسال الفواتير من خلال البريد الالكتروني أو الرد المباشر والأرصدة”.
وأضافت “بما أن التكنولوجيا العقارية موجودة في العالم، فإنها كذلك نجدها في البحرين من خلال الحكومة الإكترونية التي كانت سباقة في هذا المجال، حيث حصلت على العديد من الجوائز، وقد استضافت البحرين قمة تكنولوجيا العقار الخليجية في سبتمبر 2019”، التي نظمها مجلس التنمية الاقتصادية بالتعاون مع شركة “هيكسجين” وبالشراكة مع “جي إل إل” و”آر آي سي إس”، و”أرابنت”، وسلطت القمة الضوء على أبرز الآثار والمتغيرات التي سيخلقها نمو التكنولوجيا العقارية في البحرين والمنطقة والعالم. وتم تدشين أربع شركات للتكنولوجيا العقارية في المملكة تقديم خدماتها وساعدت في خلق فرص للشباب البحريني.
وتابعت المناعي “نحن كمطورين ننظر للخطوات التي اتخذتها مؤسسة التنظيم العقاري في مجال البروبتك، وكيف تنظم العقار، ننظر لها كحلم تحقق لكل العقاريين، فالمنصة الإلكترونية للعقار البحريني يجب أن تكون في أعلى مستوياتها”.
وبشأن منصة “بيتي” التابعة لوزارة الاسكان، قالت المناعي “بالطبع الناس تتوجس في بداية استعراض كل شيء إلكتروني، ولكن يجب علينا تشجيع المتعاملين وتثقيفهم لتقبل هذا النوع من التعاملات التقنية وذلك بالمزيد من الانخراط في التكنولوجيا العقارية لتسهيل العملية على  الناس، فالبروتك هي المستقبل وهي التيار  الساري اليوم، وإذا سبحنا عكس التيار يقودنا ذلك الى التراجع، فالعالم اليوم أصبح رقميا، وصارت المسافات والدول قريبة، ومن السهل أننا نلتقي مثل اجتماعاتنا على منصات الزووم التي  جعلت العقول تلتقي في وقت واحد رغم اختلاف التوقيت”.