+A
A-

طالبتان بجامعة البحرين تبحثان الآثار البيئية لـ"كورونا"

نشرت مجلة علمية عالمية متخصصة (Reviews on Environment Health) حديثاً، دراسة علمية ميدانية أجريت في جامعة البحرين، ناقشت مشكلة النفايات البلاستيكية الناتجة عن جائحة كورونا (كوفيد-19)، وأثرها السلبي في البيئة، مركزة على الاستراتيجيات والحلول الممكنة، للحد والتخفيف من أضرارها وتراكماتها.

وأوصت الدراسة باتباع عده استراتيجيات للتخفيف من مخاطر النفايات البلاستيكية الناتجة عن جائحة كورونا، وذلك من خلال: زيادة الوعي المجتمعي بالأضرار المصاحبة لكثرة استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ومحاولة تطوير وتحسين التغييرات السلوكية والمؤسسية تجاه هذه النفايات.

الدراسة التي جاءت تحت عنوان: "تقييم الأثر البيئي للنفايات البلاستيكية أثناء تفشي كوفيد-19 والاستراتيجيات المتكاملة للتحكم فيه والتخفيف من حدته"، أجرتها الطالبتان في برنامج الدراسات العليا في البيئة والتنمية المستدامة في كلية العلوم بجامعة البحرين: شاهرة سعد القحطاني، وفاطمة علي الوهيب، تحت إشراف كل من الأستاذ المشارك في قسم الفيزياء الدكتور حسان مانع، والأستاذ المساعد في قسم الفيزياء الدكتور عدنان يونس، من قسم الفيزياء، والأستاذة المساعدة في قسم الفيزياء الدكتورة شما سحر، من كلية العلوم بجامعة البحرين.

وحثت الدراسة على استخدام البلاستيك الحيوي الذي يعتبر خياراً مستداماً وصديقاً للبيئة، واستبدال الأكياس البلاستيكية وأقنعة الوجه بأكياس وأقنعة قماشية، وإعادة تدوير المواد البلاستيكية بواسطة المعالجة الكيميائية لتحويل النفايات إلى مواد مفيدة، أو تعقيم هذه المخلفات البلاستيكية بالحرارة المعالجة والأشعة فوق البنفسجية لإعادة استخدامها.

واقترحت الدراسة تعزيز القوانين والتشريعات لخفض استهلاك الأكياس والقوارير البلاستيكية، ودعم مشاريع إدارة النفايات البلاستكية وإعادة تدويرها، وخلق فرص استثمار مرتبطة بهذا الجانب. كما أوصت الدراسة بأهمية مواصلة الجهود الإعلامية لزيادة وعي الأفراد، والشركات، والمؤسسات للتصدي لهذه المشكلة البيئية والمساهمة في التقليل من أثارها الصحية والبيئية.

وبينت الدراسة أثر تراكم النفايات البلاستيكية في النظام الحيوي والصحة العامة، مع الكشف عن مصادر هذه المخلفات. مؤكدة ازدياد مخلفات خدمات التوصيل والتسوق الإلكتروني خلال فترة انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، لافتة إلى ازدياد استخدام علب توصيل الطعام وأكياس السوبرماركت، بالإضافة إلى زيادة كمية النفايات الطبية البلاستيكية التي من أهمها: المعقمات، وعلب الأدوية، وأدوات الوقاية الشخصية المتمثلة في القفازات وأقنعة الوجه، والأدوات البلاستيكية أخرى ذات الاستخدام الواحد وغيرها، التي ازداد استخدامها للوقاية من خطر انتقال وانتشار فيروس كورونا.

وأشارت الدراسة إلى عدم كفاءة إدارة النفايات البلاستيكية. لافتة إلى أن أقنعة الوجه، والتي قدر عددها عام 2020م بحوالي 1.56 مليار قناع، انتهى بها المطاف في مصبات الأنهار والبحار، سواءً بطرق مباشرة أم غير مباشرة، مما يهدد بتلوث البيئة المائية.

وبينت الدراسة بأن من أسباب ارتفاع نسب نفوق الحيوانات البحرية، هو ابتلاعها للقطع البلاستيكية الصغيرة ذات الحواف الحادة أثناء تغذيتها، أو بسبب تشابك أرجلها أو بعض الأجزاء من جسمها بخيوط أقنعة الوجه، والأكياس البلاستيكية، مما تتسبب في إعاقة حركتها أو شلها. ناهيك عن المواد الكيمائية المصاحبة للمواد البلاستيكية مثل: البولي فينيل كلورايد، والبولي إيثيلين، اللتين تتسببان في التسمم والإضرار بعمليات الأيض ونشاط الإنزيمات للحيوانات البحرية.

وأشارت الدراسة إلى الأثر السلبي للمخلفات البلاستيكية في الاقتصادين: المحلي والعالمي خلال انتشار الجائحة. موضحة بأنه ومع ازدياد المخلفات ارتفعت كلف عمليات إزالة المخلفات البلاستيكية وإعادة تدويرها. بالإضافة إلى تراجع النشاط في سوق الأغذية البحرية، نتيجة تلوث الأسماك بالميكروبلاستيك، الذي يتسبب في تسمم الأسماك بالمواد الكيميائية، مما يقلل طلب المستهلكين عليها.

مشيرة إلى تدهور اقتصاد الدول الساحلية التي منها: بنغلاديش، وإندونيسيا، وغانا، وسيريلانكا، وغيرها من الدول التي تعتمد في اقتصادها على السياحة، وعلى الموارد البحرية في سبل عيشها.

علماً، بأن مجلة Reviews on Environment Health))، من المجلات العلمية العالمية ذات معامل التأثير العالي (IF =3.5).

هذا ويمكن الاطلاع على البحث من خلال موقع (https://doi.org/10.1515/reveh-2021-0098)

أو عن طريق التواصل المباشر مع أحد الباحثين.