+A
A-

"العلواني" سقط بعد أن جبرّت رجله بدقيقة وفارق الحياة بعد ساعتين

  • طبيب الطوارئ: انتظر دورك كل الموجودين مرضى!!


صاحب سيرتنًا التي ننيخ ركائبنا عندها اليوم هو الفقيد صلاح عبدالحسين محسن العلواني، الشاب الذي اعتلت صحته بعد أن خرج من المنزل ليلعب كرة القدم مع أصحابه في ملعب صغير بمنطقة المصلى المتاخمة لمدينة جدحفص.

صلاح ذو 31 ربيعًا مات مخلفًا يتيمين "مريم 6 سنوات" ومحمد 40 يوم، كما وأنه خلف قصة ذات غصة إذ لا يمكن تجاهل الأثر الثقيل والضاغط لقصة موته المفاجئة لمجتمع البحرين ككل، ولكن كيف حصل ذلك؟ وما هي التفاصيل؟ وهل هنالك تقصير وإهمال طبي في الحادثة؟

يروي لـ"البلاد" ابن عم الفقيد محمد العلواني القصة المفجعة لرحيل الفقيد الشاب صلاح وقال: "لم يكن يعرف صلاح ولا نحن عائلته وأصدقائه أن لحظات عمره بدت تذهب مع الإصابة العرضية التي تعرض لها أثناء لعب كرة القدم مع أصدقائه، إذ كان يتمتع بصحة لائقة وهو شاب فتي وناجح في كل مشارب حياته".

وأضاف: "وبعد الإصابة نقل إلى مجمع السلمانية الطبي على الفور من أجل معاينة المشكلة التي ألمت به والوقوف على علاجها بعد تشخيص الأمر، وبعد معاينة إحدى الطبيبات الخاصين في جناح الطوارئ بالسلمانية أمرت بتجبير الكسر، والطلب منه العودة للمنزل على أن يرجع صبيحة اليوم التالي ليكشف عليه الطبيب الاستشاري المختص بالكسور والعظام، بعد أن أعلمته بأنه يعاني من كسر مضاعف في الرجل، دون أن تأمر بإجراء أي عملية وأنه يجب عليه عدم السير على رجله لحد الكشف عليه من قبل الاستشاري، من دون أن تأخذ قرار بإرقاده أو تحويله للقسم المعني لأخذ قرار إجراء عملية جراحية عاجله كما هو متبع في حالات الكسور المضاعفة".

وزاد وهو يروي الحادثة: في صبيحة اليوم الثاني توجه صلاح إلى مجمع السلمانية الطبي من أجل لقاء الطبيب الاستشاري وفعلا قابله وقام الطبيب بفحص أشعة (X RAY) الخاصة برجل صلاح والتي أخذت في قسم الطوارئ قبل يوم من قبل طبيبة في قسم الطوارئ.

وأوضح أن الاستشاري لم يقوم من بعدة أمور مهمة ولازمة والتي تتخذ مع المرضى الذين يعانون بذات معاناة صلاح، إذ اكتفى بأشعة قسم الطوارئ ولم يأمر بأخذ أي إجراء ثاني لصلاح، ولكنه طلب منه أن تبقى الجبيرة على رجله على مدى شهر ونصف الشهر.

ولكن كيف تطورت الأمور...

يروي لنا ابن عمه التفاصيل: "في صباح اليوم الثاني أي بعد يومين من الحادثة وبعد يوم من لقاء الطبيب الاستشاري أحس صلاح بألم شديد في رجله وازدادت حدة الآلام كلما تقادم الزمن والتوقيت لدرجة أنه لم يتحمل الآلام التي امتدت من الساق وسارت إلى كافة أعضاء جسده وصاحبها ألم شديد في الرأس ودوار.

وأشار "وفي هذه الأثناء تم نقل حسن من قبل أحد أعز أصدقائه إلى قسم الطوارئ في السلمانية، وبعد طول انتظار بسبب البيروقراطية في قسم الطوارئ قرر مصطحبه أن يدخل على الطبيب ليشرح له حالة صلاح، ولكن الطبيب وبعد الشرح المفصل قال لصديقه: "هل صاحبك هو المريض الوحيد هنا، كلهم مرضى عليه أن ينتظر".

وبعد طول انتظار- والحديث لابن عمه- "جاء دور صلاح للمعاينة، فعلا عاينه الطبيب لكنه لم يأخذ قرار بإعادة إجراء الفحوصات اللازمة له واكتفى بتحويله على قسم التجبير الواقع في قسم الطوارئ لإعادة تجبير الرجل المكسورة، بحجة أن الجبيرة الأولى كانت تضغط على الساق مسببة كل هذه الآلام، وفعلا تم فتح الجبيرة والحديث ما زال على لسان ابن عم صلاح "وتم تبديل الجبيرة دون معاينة طبيب مختص أو استشاري وبينت أن القدم متورمة بشدة ويميل لونها إلى للزرقة والاسوداد ورغم كل ذلك تم الاكتفاء بتبديل الجبيرة وصرفه من الغرفة".

وتابع: وهنا تتسارع الأحداث بصورة جنونية إذ وصف محدثي الأمر بالقول: خرج صلاح من غرفة التجبير وهو مصفر اللون وكلها لحظات لا ترتقي إلى الدقائق، ارتعش وسقط أرضًا، وتم إدخاله غرفة الإنعاش ليفارق الحياة بعد ساعتين من استبدال الجبيرة إليه، وتحديدًا عند الساعة 2 فجرًا، وبين أنه اتضح بعد الفحص ووفقًا لشهادة الوفاة أن صلاح كان يعاني من جلطة إلا أن سوء الاهتمام والتشخيص حال دون معرفة صلاح والفريق الطبي الذي عاينه بأنه يعاني ما يعانيه وارتحل إلى الرفيق الأعلى بسبب إهمال وتقصير طبي".

نعم مات صلاح ملاقٍ ربه، لكن النيابة والجهات المعنية قررت بأن تفتح تحقيق في قضية وفاته، وذلك على إثر احتجاج رسمي رفعه أهله في القضية ومتابعة حثيثة من قبل النائب معصومة عبدالرحيم التي قامت بمراسلة كافة الجهات المعنية مناديًة بضرورة فتح باب التحقيق في قضية وفاة صلاح الأمر الذي تباشر فيه هذه الجهات التحقيق حاليًا.