أربعة أيام رائعة قضيتها في رحاب معرض إكسبو ٢٠٢٠ دبي المذهل والرحب والكبير، كموفد لصحيفة “البلاد” الحريصة على أن تكون في قلب الحدث المهم دائما، إيمانا منها بالتميز والإبداع والاختلاف.
فمن “ساحة الوصل” المعجزة التي تجسد درة تاج المعرض، ومحطة تلاقي ممراتها المتشعبة والكثيرة بقلبه النابض، والحي والملون.. إلى أجنحة ١٩٢ دولة مشاركة، حرصت أن تستعرض لملايين الزوار ثقافاتها وإرثها وتاريخها ومكانتها بين الأمم، وسط أنغام الموسيقى الشعبية والاستعراضات الراقصة والألحان الوطنية.
بالبداية، كانت لي زيارة مباشرة لجناح مملكة البحرين الذي يقع عند مدخل بوابة الفرص، كان الزوار في حالة انبهار وإعجاب بالتصميم الرائع الذي برز به الجناح العصري، والذي يتحدث بقضبانه الفضية اللامعة عن الفرص، والكثافة المجتمعية المتنوعة والمتناغمة. في الأرجاء، عشرات الروبوتات المتناثرة في شوارع المعرض وساحاته، وأجنحته المزدحمة بجموع البشر، وهي تقدم لهم المشورة والرأي في أمور عدة، في حين انشغل عنها الزوار بأخذ الصور “السيلفي” وهم مبتسمون ويتبادلون عبارات “المزح والفكاهة”.
ما الذي يحدث هنا؟ تساؤل تسلل إلى مسامعي من قبل سائح إنجليزي كهل كان برفقة زوجته، أشار بشغف للجناح السعودي ومن بعده الإماراتي قبل أن يعلق قائلا: هؤلاء يصنعون التاريخ لأوطانهم. وهذه حقيقة.
جموع غفيرة من البشر، من جنسيات مختلفة، من أوروبا وأميركا وأفريقيا وشرق آسيا، ومن دول كثيرة لا نعرفها ولم نسمع عنها، كلهم متواجدون في دبي، وكلهم يتحدثون عن هذه المدينة العظيمة التي تصنع التاريخ كل يوم.
دبي والإكسبو قصة نجاح عربية وخليجية، بأنامل إماراتية، تتحدث اليوم وكل يوم، عن مقدرة الإنسان على كسر حاجز المستحيل، وصنع المستقبل، متى ما وجدت الإرادة لذلك. ودمتم بخير.