تحتفل مملكة البحرين وشعبها في الأول من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية، المرأة المناضلة والمتألقة بمُجمل ميادين العمل الوطني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهي مناسبة وطنية تحتفي بدور المرأة وعظيم مساهمتها في نهضة البحرين وتقدمها، ومن عطاء المرأة النسائي والمجتمعي استطاعت أن تحقق التوازن بين الانفتاح على روح العصر وبين الحفاظ على روح الأصالة العربية والتقاليد الدينية.
تميز عطاء المرأة البحرينية بالنجاح، ولعطائها قصص مُلهمة بجميع مواقع العمل والمسؤولية الوطنية والمجتمعية، وستبقى مشاركتها الفاعلة كصانعة ومساهمة في الإنجازات حاضرة في ذاكرة الوطن الذي هيأ لها القاعدة الصلبة والمتينة لتمكينها وتعزيز مشاركتها التي أشارت إليها الكثير من الأرقام والنِسَب التي أبرزت دورها وريادتها وقدراتها في العديد من المجالات بالقطاعين العام والخاص، وبفضل نضال المرأة الجسور ورعاية الدولة لها وسلسلة من القوانين والقرارات الوزارية تحققت للمرأة البحرينية الفرص العديدة التي ذللت الصعوبات أمام نهوضها وتمكينها.
تزامن احتفال المرأة البحرينية بيومها هذا العام مع عشرينية تأسيس المجلس الأعلى للمرأة (2001م)، وشعار احتفالية هذا العام “المرأة البحرينية في التنمية الوطنية”، الذي يُجسد عراقة الحضور النسائي ضمن عمليات البناء الوطني وغزارة جهود نساء البحرين وما حققنه من إنجازات نسائية ومجتمعية، فالمرأة البحرينية عنصر رئيسي بعملية التنمية البحرينية من اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها، ومع مرور هذه السنوات من العطاء تثبت جدارتها وتمكنها من استخدام إمكانياتها لتشارك بجميع برامج التنمية مع الحفاظ على دورها وحياتها الأسرية، وهذا عزز قدرتها التنافسية ومكانتها المجتمعية، واستطاعت بذلك أن تكون شريكًا بتشكيل هوية المجتمع البحريني الحديث ومسيرته التنموية.
بلا شك قضية المرأة من أهم القضايا الاجتماعية التي تناضل من أجلها المجتمعات البشرية، ولا يمكن لأي مجتمع أن يتجاهل المرأة ودورها، وأن يسعى الجميع لتمكينها، فتمكين المرأة ضرورة إنسانية ودينية وتنموية وحضارية، فدور المرأة في التنمية لا يختلف عن دور الرجل، وانخراط المرأة في العملية التنموية يُحقق للمجتمع وأفراده مخرجات إيجابية وافرة، والشريعة الإسلامية تساند مشاركة المرأة في التنمية، وتحث على مساواتها بالرجل ولا تقف مانعة لذلك، فعطاء المرأة البحرينية لا ينضب أبدًا.