+A
A-

وزيرة الصحة تؤكد على نجاح أعمال مؤتمر طب القلب الرياضي ونتائجه في وضع برتوكولات مناسبة للحد من الوفيات

أكدت سعادة وزيرة الصحة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة على أن احتضان مملكة البحرين لمؤتمر طب القلب الرياضي الذي يعقد للمرة الأولى في المنطقة يمثل دلالة واضحة على ما يحظى به القطاع الصحي بمملكة البحرين من رعاية واهتمام من لدُن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث أن قيادة جلالة الملك المفدى واهتمام الحكومة الموقرة أولت صحة المواطن اهمية في برامجها الحكومية باعتبارها المحرك الرئيسي للمسيرة التنموية الشاملة بالمملكة.

ورفع وزيرة الصحة اسمى عبارات التهاني والتبريكات إلى قيادة جلالة الملك المفدى والحكومة الموقرة بمناسبة النجاح الباهر لأعمال المؤتمر والذي تكللت جلساته بالعديد من التوصيات الهامة، والتي جاءت لتؤام تطلعات واهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بموضوع هذا المؤتمر، وحرص سموه المستمر على التشجيع على ممارسة الرياضة، وفق أسس صحية وآمنة،  تضمن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من ممارسة الرياضة، والحفاظ على صحة الأفراد في الوقت ذاته.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش ختام أعمال مؤتمر الطب القلب الرياضي الذي عقد تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب بتنظيم من وزارة الصحة ومركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة للقلب وبالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة خلال الفترة 2-4 ديسمبر 2021.

وأعربت وزيرة الصحة عن شكرها وإمتنانها الكبير لتشريف وحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية لإفتتاح المؤتمر، والذي كان مصدر فخر واعتزاز وباعث أمل وتشجيع للجميع لبذل المزيد من النجاح.

كما قدمت الوزيرة خالص شكرها وتقديرها لحرص اللجنة المنظمة للمؤتمر على الاستعانة بالكفاءات البحرينية المتخصصة في مجال طب القلب الرياضي بهدف الوصول إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي تهدف إلى الحد من وفيات ممارسي الرياضة، والتي كان أحد مخرجاتها المؤتمر والحملة التوعوية المصاحبة لها، والتي امتد عملها على مدى عامين منذ صدور تكليف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه بدراسة أسباب الوفيات أثناء ممارسة الرياضة في المماشي والصالات الرياضية، حيث واصلت جميع أنشطتها من دون توقف حتى في الظروف الخاصة التي مرت بها جميع دول العالم مع جائحة كوفيد 19.

كما أعربت سعادة وزيرة الصحة عن مشاعر الفخر  والإعتزاز بتنظيم مملكة البحرين لهذا الحدث الرياضي الهام الذي يعقد للمرة الأولى في مملكتنا الغالية، معربةً عن أملها في أن تستمر هذه البرامج الطموحة التي تصب نحو صحة وسلامة جميع مواطنين ومقيمين مملكة البحرين. وقد أكدت سعادة الوزيرة على أهمية العمل من خلال التوصيات على وضع برامج وبروتوكولات تتناسب مع الوضع الراهن في البحرين للعمل على الحد من هذه الوفيات.

وأشادت بقولها إن مؤتمر طب القلب الرياضي خرج بالعديد من النتائج والتوصيات سيتم العمل على تنفيذها مع الشركاء بمملكة البحرين والجهات ذات العلاقة مثل أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية، ومن ضمنها  وسائل الإعلام، حيث إن الإعلام يُعتبر شريك رئيسي وفاعل في تحقيق الرؤى والتطلعات والأهداف المنشودة من تنظيم هذا الحدث الطبي الرياضي. كما وفي الختام قدمت سعادة الوزيرة الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الهام .

ومن جهتهن تطرق الدكتور عادل خليفة رئيس المؤتمر، ورئيس قسم كهرباء القلب بمركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب مؤتمر طب القلب الرياضي إلى أبرز ما جاء في جلسات المؤتمر بعد أن ناقش الأسباب المؤدية إلى الوفيات المفاجئة لدى الرياضيين وسبل الوقاية الممكنة والتشخيص المبكر لأمراض القلب والتي تلخصت بالنقاط التالية:

-ناقش المؤتمر العديد من القضايا المتعلقة بالطب الرياضي وركّز على محور أسباب الوفاة أثناء ممارسة الرياضة، إلى جانب أهداف اللجنة التي اختصت بدراسة الأسباب لإيجاد الحلول للحد منها.

-خلصت الدراسات التي قمنا بها بأن حالات الوفاة أثناء ممارسة الرياضة شبه نادرة وغير ظاهرة، إذ لا تتجاوز حالة واحدة لكل 40 ألف من السكان، ولكن على الرغم  من ندرتها إلا أنها تستحق الاهتمام والمتابعة، فهناك العديد من أسباب الوفاة يمكن تجنبها من خلال إجراء فحوصات بسيطة وليست معقدة. 

-تركزت بعض أسباب حالات الوفاة أثناء ممارسة الرياضة في عدم إجراء فحوصات قبل الخضوع لبرامج رياضية وأنشطة، ولعل أبسطها ممارسة الرياضة الخفيفة، وقد يكون إهمال بعض الأعراض التي يشعر بها الفرد أثناء ممارسته الرياضة، كشعوره بألم في منطقة الصدر أو صعوبة في التنفس مؤشر خطير يجب الالتفات له.

-يجب مواصلة نشر الوعي المجتمعي حول الطرق الصحيحة لممارسة الرياضة والحفاظ على صحة القلب بين اكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين.

- العمل على جمع أكبر عدد ممكن من البيانات والمعلومات الصحية للمواطنين والمقيمين عبر استخدام الاستبيانات ونظم تحليل البيانات، على أن يتم توظيف مخرجات ونتائج تلك البيانات والمعلومات في وضع الخطط الصحية بمملكة البحرين فيما يختص بقطاع طب القلب الرياضي، بالإضافة إلى تعزيز قاعدة معلومات المجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الحكومية والخاصة، ونشر تلك الإحصائيات في المحافل الدولية.

- العمل على تطوير المواضيع الطبية التي تم مناقشتها خلال جلسات المؤتمر من خلال توظيف اهم ما ورد في أوراق العمل التي تم عرضها خلال أيام المؤتمر الثلاثة ومشاركة وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الصحية الحكومية تلك المخرجات.

-يجب على أي رياضي أو ناشط رياضي لدى شعوره بأية أعراض مرضية حتى وإن كانت بسيطة عدم إهمالها أو تأجيلها ومراجعة الطبيب المختص بالقلب لأنها قد تؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل ومن بينها الوفاة، ومن هذه الأعراض الشعور بضيق في التنفس أو خفقان أو شبه إغماء أو إغماء، حيث ينبغي إجراء فحص شامل لمعرفة سبب هذه الأعراض ومعالجتها. 

-قد يكون من ضمن أسباب حدوث حالات الوفاة أثناء ممارسة الرياضة أيضًا هو وجود خلل في كهرباء القلب، لأن حالات الوفيات المفاجئة تكون ناتجة عن وجود خلل في كهرباء القلب، حيث تنقطع الكهرباء عن القلب ومن ثم لا يضخ القلب الدم للجسم فتحدث الوفاة. وقد ناقش المؤتمر باستفاضة الأنواع التي تسبب خلل في كهرباء القلب.

-كما تم الإجماع على أن جميع الرياضيين قبل المشاركة في ممارسة أي نوع من أنواع الرياضات ينبغي أن يخضعوا لحلقة من الفحوصات السريرية والفحوصات الخاصة بالقلب. 

-إن لتخطيط القلب دور كبير في تشخيص أمراض القلب، وبالتالي الوقاية من حدوث وتفاقم أمراض القلب، حيث يزود تخطيط القلب الطبيب المختص بإجابات تصل إلى 90% عن الحالات التي قد تؤدي للوفاة (تشخيص قنوات القلب الوراثية)، لذا ينبغي إجراء فحص تخطيط القلب لجميع الرياضيين لأن كلفته منخفضة وكفاءته عالية ويزود الطبيب المختص بمعلومات مبدئية كافية. 

-أكد المجتمعون خلال المؤتمر إلى ضرورة إجراء فحص شامل لجميع الرياضيين، وفقا للمدرسة الإيطالية التي تجري الفحص لجميع الرياضيين، ويكون فحص الرياضيين بدايةً من أخذ التاريخ المرضي لعائلة الرياضي، لأن الحالات التي لديها تاريخ مرضي في العائلة بموت مفاجئ أو أن يكون الشخص الرياضي مصاب بأمراض وراثية هو أو أحد أفراد عائلته، يحتاج لفحص طبي دوري للقلب للتأكد من عدم وجود أعراض صحية مرضية، ويشمل التاريخ المرضي العائلي والوراثي، والفحص السريري وتخطيط القلب وتلفزيون القلب "السونار".

-إن فحص الجينات على الرغم من أهميته لكن لا يزال في البدايات، ولا يُنصح بالتركيز عليه بصورة رئيسية، حيث توجد هناك فحوصات أهم منه، ويستغرق فحص الجينات وقت طويل وقد يعطي معلومات غير دقيقة، لكن في بعض الأمراض يكون فحص الجينات مكمل للفحوصات الأخرى. 

-دعا الخبراء والمختصون إلى السعي لإنشاء مركز لطب القلب الرياضي في مملكة البحرين، بحيث يكون مركز تأهيلي يجري الفحوصات الشاملة لجميع الرياضيين، مزود بالمختصين من الأطباء والكوادر الصحية والأجهزة الطبية اللازمة، وإدخال تقنيات دور الذكاء الصناعي في متابعة ومراقبة نبض القلب، إلى جانب الاهتمام بالبحوث والدراسات حول طب القلب الرياضي خلال الفترة المقبلة، لتكون هناك قاعدة بيانات للاستعانة بها في برامج الوقاية.

كما تم مناقشة العديد من المحاور الطبية ويأتي من ضمنها معدل انتشار الوفيات المفاجأة عند الرياضيين والتي اظهرت الدراسات الحديثة ان هذا المعدل ضئيل بالنسبة الي عدد الرياضيين ويختلف هذا المعدل في مختلف دول العالم إلا أنه يتراوح ما بين 1 لكل 40000 رياضي وهذا المعدل يختلف باختلاف نوعية الرياضة.

المحاضرات تناولت الأسباب المؤدية إلى الوفيات المفاجئة عند الرياضيين المحترفين او الناشطين الرياضيين وبينت ان اعتلال القلب التضخمي هو من أكثر الأسباب المؤدية إلى هذه الحالات عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة ومن الأسباب الأخرى خلل في القنوات القلبية مثل متلازمة كيو تي الطويلة والقصيرة ومتلازمة بروغادا بالإضافة إلى اعتلال البطين الأيمن النسيجي وتشوهات الشرايين التاجية بالإضافة إلى انسداد شرايين القلب.

واستعرضت محاضرة مفصلة عن أمراض القلب الكهربية والمؤدية إلى الوفاة المفاجأة وسبل تشخيصها وعلاجها كما كانت هناك محاضرات عن كيفية فحص الرياضيين قبل المشاركة في التمارين الرياضية وأهميتها للوقاية من هذه الحالات كما تم تناول الفحص الجيني الوراثي لبعض الأمراض التي قد تسبب الوفيات المفاجئة عند الرياضيين.

تطرق المؤتمر إلى فوائد الحجامة عند الرياضيين والمنشطات الرياضية وأضرارها كما كانت هناك محاضرات عن ممارسة الرياضة في الأجواء الحارة وفوائد الرياضة من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية.

شملت المحاضرات علاج الرياضيين المصابين بالضغط والسكري، والرياضيين المصابين بانسداد الشرايين التاجية وكيفية علاجهم، واذا بإمكانهم معاودة ممارسة الرياضة مرة أخرى. كذلك مواضيع اخرى مثل الرياضيين المصابين بأمراض صمامات القلب واعتلال عضلة القلب وكيفية علاجهم، والرياضيين المصابين بأمراض القلب الخلقية وكيفية تشخيصهم وعلاجهم والرجفان الأذيني عند الرياضيين كالوسيلة المثلى في العلاج سواء عن طريق العقاقير الطبية أو عن طريق الكي الحراري والتبريد.

تطرقت الجلسات العلمية للرياضيين مواضيع مثل أهمية تمارين الكارديو والإحماء، أساسيات التغذية عند الرياضيين ، فحص الرياضيين قبل المشاركة في التمارين الرياضية، الرياضة المناسبة لمرضي القلب، وبعض النصائح لممارسة الرياضة بالشكل الصحيح.