+A
A-

معرض "لمسات فنية 2021" بالبحرين التشكيلية.. واقعية برؤى مختلفة

تحت رعاية الوجيه خالد بن محمد كانو افتتح مساء يوم الخميس الماضي بجمعية البحرين للفنون التشكيلية معرضا مشتركا بعنوان "لمسات فنية 2021" لكل من الفنانة أماني الهاجري، والفنانة بثينة بوجيري، والفنانة فاطمة الحايكي، والفنانة فريال إسحاق.
اشتمل المعرض على نحو 44 لوحة فنية تحمل شعار الواقعية من خلال الرؤى الخاصة لكل فنانة والسمات التي تميزهن. فالفنانة فاطمة الحايكي قدمت لوحات عن المرأة البحرينية بمختلف المراحل منذ الصغر وحتى الزواج والأمومة، حيث اهتمت باللباس والذهب القديم الذي ترتديه المرأة في ذلك الوقت، ثم انتقلت إلى تفاصيل أخرى في لبس العروس البحرينية بثلاثة أشكال، وهو ثوب النشل، والمشمر والعباءة القديمة بأسلوبها الخاص.

أماني الهاجري
بينما قدمت الفنانة أماني الهاجري لوحات عن الأماكن الجميلة التي مازالت عالقة في الذاكرة "النخيل والأزقة والطرقات" من خلال رؤية فنية مختلفة للمجتمع الجديد وبألوان دافئة وباردة. وهي تقول عن ذلك: هنا ألتقط جوا من المشاعر مع كل مشهد وأقوم بترجمته إلى لوحة فنية من خلال تطبيق أسلوب انطباعي معاصر.
أما الفنانة فريال إسحاق، فقدمت لوحات مليئة بالشجن الخفي للمرأة ورؤى حول قيمة الموروث من حيث الشكل والمضمون، لوحات تفصح عن حضور المرأة في تجربتها حضورا جليا، فتظهر مقدار حبها في تصويرها وإبراز جمالها بخطاب أنثوي رقيق وعفيف، مستوحى من قصائد عمر الخيام ومن التصاوير البديعة للفن الفارسي القديم. هذا الافتتان بطبيعة المرأة وتصويرها يصل بسهولة إلى المتلقي؛ كون المرأة تتخذ في جل لوحاتها المساحة الأكبر.

فريال اسحاق

وما لفت نظري وإعجابي في المعرض لوحات الفنانة بثينة بوجيري المرسومة بالألوان المائية على ورق القطن، وهذا تكنيك صعب ويخضع لضرورات ولطاقة من الحيوية الأخاذة، خصوصا في مجموعتها الأولى لوحات "أحلام الخيل" التي تناولت فيها الخيل بأسلوب خيالي حالم. تم إبراز الجمال من خلال طبقات عدة من الألوان المائية، وكذلك مجموعتها الثانية "البادكير" المستوحاة من العمارة الخليجية القديمة.
ما شدني – كمتذوق- في لوحات الفنانة بوجيري شاعريتها الأصيلة وانعكاس الألوان والظل على منظر معين، وكأنها ترسم اللوحات وتترنم بأنغامها اللونية، فكل ما ترسمه الفنانة بثينة هو ما يلفت نظرها، رؤياها وانفعالها البصري وتعبيرها الشكلي انعكاسا لهذا الانفعال. وحساسيتها الفنية هي التي تهديها إلى التكوين واللون والملمس وفقا لتأثرها بموضوعه.

أحلام الخيل
أعمال بثينة بوجيري تذكرنا بكلمة إدوارد مانيه "من العين إلى اليد"، أي من النظرة إلى التعبير المباشر دون وسيط أو أداة أخرى غير أداة التصوير الخالص.
وفي لقاء مع "البلاد" قالت الفنانة بوجيري إنها شاركت في هذا المعرض المشترك بثماني لوحات، المجموعة الأولى عن العمارة القديمة في البحرين وعموم دول الخليج، والمجوعة الثانية عن "أحلام الخيل"، وأوضحت أن الوقت الذي تستغرقه في رسم اللوحة الواحدة يعتمد على الموضوع، ففي بعض الأحيان يكون إنجاز اللوحة سريعا، وفي أحايين أخرى قد تصل من ثلاثة أيام إلى سبعة أيام.
أما عن أهمية مثل هذه المعارض المشتركة، فأكدت بوجيري أن أهميتها تكمن في التنوع والاختلاف وتبادل وتلاقح الخبرات والتعارف أيضا، وتنظيمها لا يحتاج إلى جهد كبير.

لوحات أماني الهاجريلوحة فريال اسحاقلوحات الحايكي