تنفست شعوب العالم الصعداء عندما انخفض انتشار فيروس كورونا، وعاد الناس لحياتهم الاعتيادية مع الالتزام بالحذر، منعًا لحدوث أي انفلات صحي، حتى تحور لنا “أوميكرون”، ولم يشفع قرب إطلاق “منظمة الصحة العالمية” مفاوضات حول “اتفاق دولي يتعلق بمنع حدوث أوبئة في المستقبل” من غزو “أوميكرون” عددا من البلدان، وحذرت المنظمة بأن “أوميكرون يُمثل خطرًا مرتفعًا للغاية”، والوباء القادم يؤكد أن “وضع الأمن الصحي العالمي هش ومحفوف بالمخاطر”، وهذا يتطلب أن تكون دول العالم على استعداد تام ودائم إزاء المخاطر والأوبئة المستقبلية.
ويرجح بعض العلماء أن “اوميكرون” “ربما تطور في القوارض الحيوانية التي التقطت فيروس سارس ــ كوف 2” في منتصف 2020م، ومع طفراته أصبح مستعدًا للانتقال للبشر، وقال “كريستيان دروستن ــ عالم الفيروسات بمستشفى جامعة شاريتيه ببرلين” لموقع “ساينس” “أفترض أن هذا لم يحدث بجنوب أفريقيا، ولكن في مكان آخر”، وقالت “يوميا سواميناثان، كبيرة العلماء بمنظمة الصحة العالمية” “من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كانت اللقاحات بحاجة إلى تعديلها، ولدينا الآن لقاحات جدًا فعالة”. وقد تم التعرف على “أوميكرون” الذي رسخ أقدامه في آسيا وأفريقيا والأميركيتين والشرق الأوسط وأوروبا ووصل إلى سبع من تسع مقاطعات من جنوب أفريقيا، من خلال عينتين من اختبارين أُخذتا في هولندا في الفترة بين (19 و23 نوفمبر)، أي قبل اكتشافه بجنوب أفريقيا، وقد أوصت “منظمة الصحة العالمية” بإبقاء الحدود والأجواء الدولية مفتوحة أمام الحركة في الوقت الذي تسابقت فيه الدول لإغلاق حدودها، ولن يكون تأثيره إذا انتشر مختلفا عن سابقه، حيث توقعت “كريستالينا جورجيفا” ــ المديرة العامة لصندوق النقد الدولي “أن توقعات الصندوق للنمو الاقتصادي ستنخفض على الأرجح بسبب ظهور أوميكرون”.
لقد أدارت البحرين ملحمة التصدي لكورونا بإرادة قوية وعزيمة ثابتة حققت نجاحًا ملفتًا بتخفيف تداعياته، ووضعت حزمة من القرارات الصحية، ووفرت الدعم المالي والمعنوي الحكومي والخاص للأفراد والمؤسسات، وقامت بالفحص والعلاج المجاني، وبإذن الله ــ ولو ــ “لا قدر الله تعالى” وأتانا وباء “أوميكرون” ستكون له استعدادات حكومية ومجتمعية مُبكرة، وسنكون له بالمرصاد، وسيساهم التزام الناس بالتعليمات الصحية والإجراءات الوقائية بعدم انتشاره بيننا، فلا نخاف ولا نذعر وعلينا أن نتوخى الحذر.