+A
A-

معرض "واحة في صحراء الذات".. أصدق ما يعبر عن الوجدان العربي الحقيقي

يعتبر المعرض المشترك "واحة في صحراء الذات" بين الشاعرة البحرينية دينا بسيسو والخطاط التشكيلي التونسي السويسري عبدالرزاق حمودة، المقام حاليا بمركز الفنون، من التجارب العربية المختلفة التي تبحث عن أصدق ما يعبر عن الوجدان العربي الحقيقي، فالخطاط التونسي حمود "معلم نفسه بنفسه" بعيدا عن كل تعقيدات الخط الأكاديمي، والشاعرة بسيسو تعطي القيمة الكاملة للإنسان العربي في قصائدها التي تشبه خرير النهر.

لوحات المعرض خارجة عن القواعد والأنماط التقليدية ليكون الفن انبثاقا حرا من ذات الفنان ورؤيته الخاصة، بتقابل رائع بين القيم اللونية وجمالية الخط العربي، وإيقاع الشعر ومعانيه الفلسفية العميقة. فالخطاط حمودة حمل الفرشاة والقصبة والألوان، وبسيسو حملت قنديل الشعر وتوجها ناحية ملعب الكون الرحب.

"البلاد" زارت المعرض وسجلت هذه الوقفة مع الخطاط التونسي السويسري عبدالرزاق حمودة:

حدثنا عن المعرض؟
بلاشك المعرض تجربة جديدة مع الشاعرة دينا عدنان بسيسو والذي ترجمت فيه عدد من قصائدها إلى لوحات.

ما البوصلة التي ترشدك؟
لا توجد بوصلة لترجمة أعمال جبران خليل جبران، أو أدونيس أو إبراهيم العريض وأيضا دينا بسيسو وغيرهم، فعندما تشدني أبيات الشعر وتحدث هزة في نفسي أقوم بترجمتها ونقلها على اللوحة، وأمانة لا أنقل إلا الشعر الذي يعجبني فقط. ليس ذلك فحسب، وإنما أي كلمة من رجل الشارع العادي من الممكن ان أترجمها إلى لوحة بشرط أن تعجبني.

رأيك في مثل هذه النوعية من المعارض المشتركة التي تجمع بيت الشعر واللوحة؟
فكرة المعرض جاءت بالصدفة بعد لقائي الشاعرة دينا في جنيف، وقد سبق وأن عملت معرضا لأشعار نزار قباني، ويمكنني القول إن ميزة هذه المعارض أنها تقدم متعة التفكير.

كيف ترى مستقبل الخط العربي؟
هذا السؤال يحتاج إلى وقت طويل للإجابة عنه، ولكني سأختصرها لكم.. الخط العربي جزء أساس من الثقافة العربية، ولابد من وجوده في حياتنا ومدارسنا.
وبدورها أكدت الشاعرة دينا بسيسو لـ "البلاد" أن فكرة إقامة معرض مشترك مع الفنان عبدالرزاق جاءت بالصدفة، حيث كان  تريد اهداء إبنها هدية مكتوب عليها اسمه بمناسبة تخرجه، وكانت تبحث عن خطاط، وبعدها اقترحت عليها إحدى الصديقات اسم الفنان عبدالرزاق وتم التعارف فعلا ومع مرور الوق قررا إقامة معرض يجمع بين الخط والشعر، وبينت أن الترتيب لمعرض "واحة في صحراء الذات" بدأ منذ يناير الماضي، كما أن شعرها يلامس المرأة ووضع العالم العربي والتناقضات التي بداخله بمختلف مسمياتها، وكذلك القضية الفلسطينية.

"عبد الرزاق حمودة"
خطاط تشكيلي متواجد في الساحة الفنية التونسية والعالمية منذ 40 عاما. ولد في مدينة قابس بالجنوب التونسي سنة 1953، وغادر إلى باريس سنة 1975 لدراسة اللغات الإنجليزية والعربية والفارسية .استقر بمدينة جنيف في سويسرا سنة 1986 وعمل في المجال الثقافي والفني وأنشأ مرسمه الخاص ليمارس فيه بحوثاته الفنية وتجاربه في فن الخط التشكيلي والتفرد بأسلوب خاص به.


أقام عبد الرزاق أكرمن 350 معرضا فرديا وجماعيا والعديد من الورشات حول العالم للتعريف بفن الخط العربي. في السنوات الأخيرة أخذت أعمال الفنان والناشط الثقافي الدولي طابعا فريدا به وبات أسلوبه معروفا على نطاق واسع.

"دينا بسيسو"
شاعرة ومصرفية وناشطة لتمكن المرأة العربية وتحسن وضعها في المجتمع. ترعرعت دينا في البحرين، حيث أتمت دراستها الثانوية، ثم سافرت إلى أمريكا، حيث واصلت دراستها الجامعية العليا في مجال العلاقات الدولية. انتقلت دینا إلى سويسرا، حيث اسست أسرة وأمضت ما يزيد عن الثلاثين عاما في المجال المصرفي. منذ صغرها كان لديها محاولات شعرية تتطرق إلى المرأة العربية وتحدياتها، وقامت بنشر قصائدها في العديد من الصحف العربية.