+A
A-

ميقاتي يزور مصر ويلتقي السيسي.. فما الهدف؟

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال زيارته إلى القاهرة التي تستمر يوما واحدا.

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، أكد السيسي حرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني.

وتناول اللقاء مستجدات المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، ومناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية.

بدوره، أشاد رئيس الوزراء اللبناني بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي.

وقال دبلوماسيون مصريون ومراقبون إن زيارة ميقاتي للقاهرة تأتي في إطار التنسيق لحل الأزمة مع دول الخليج في أعقاب التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي، والمساهمة في دعم بيروت اقتصادياً لحل الأزمة الخانقة.

أزمة سياسية واقتصادية

وقال عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن زيارة ميقاتي للقاهرة تأتي للتنسيق والتعاون المستمر مع مصر، وتأكيد على أهمية الدور المصري في الأزمة اللبنانية سياسياً واقتصادياً.

وأوضح رخا أنه بالنسبة للأزمة السياسية، أوضح حسن أنَّه "بالنسبة للأزمة السياسية، فمصر دائمًا تقف إلى جانب الدولة اللبنانية، ولم يكن هذا وليد اللحظة، بل سبق وحدثت زيارات لمسؤولين مصريين إلى لبنان أثناء الأزمة الوزارية، ثم استمر الدعم على الجانب السياسي بعد تشكيل الحكومة، وحالياً فالقاهرة أكدت على القيام بكل ما تستطيع تقديمه خاصة في أزمة لبنان مع دول الخليج".

وأضاف: "بالنسبة لعلاقات لبنان مع دول الخليج، يُلاحظ أن عمق المشكلة لم يكن في مجرد التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام المستقيل، وإنما في الالتزام بالإصلاحات الداخلية وأن يكون السلاح في لبنان تحت سيطرة الدولة فقط".

وهذا ما ذهبت إليه السفيرة الفرنسية في بيروت، آن غرييو، خلال لقائها رئيس الجمهورية ميشال عون، بأن السعودية أبدت التزامها بمساعدة لبنان لكن عليه أن يثبت صدقيته في التزامه بالإصلاحات.

وأشار إلى أن ملف الأزمة السورية كان على جدول أعمال ميقاتي خلال الزيارة، خاصة أنها تنعكس بشكل كامل على لبنان ليس فقط في ملف اللاجئين إنما أيضا بالنسبة للتجارة.

وبالنسبة للملف الاقتصادي، أوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن قضية الطاقة كانت على طاولة المباحثات، خاصة بعد أن وقعت القاهرة اتفاقا لإمداد بيروت بالغاز عبر سوريا لحل مشكلة الطاقة هناك.

وفي سبتمبر الماضي، توصل لبنان إلى اتفاق مع مصر لاستيراد الغاز الطبيعي منها، عبر خط يمر بالأردن وسوريا، وتتوقع القاهرة أن تتمكن من بدء تصدير نحو 65 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي إلى بيروت بحلول أوائل العام المقبل.

وأكد أن مصر مستعدة للتوسع في التعاون الاقتصادي مع لبنان، وإمكانية الدخول مع لبنان في بعض الاستثمارات، خاصة في عمليات الإعمار الجارية لما بعد انفجار مرفأ بيروت سواءً محطات الكهرباء أو المرافق الأساسية.

الدور المصري

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، طارق فهمي، أن الزيارة تأتي في توقيت له دلالة خاصة لأن اللبنانيين يرون في مصر دولة لها مصداقية وقدرة في التعامل مع كل القوى، وفي أعقاب تطورات مهمة مع دول الخليج.

وأشار فهمي إلى أن الزيارة تأتي بعد التحرك الفرنسي المهم بزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للسعودية، وبالتالي فميقاتي يريد أن يقول أن لدول عربية مهمة مثل مصر دورا في هذا الإطار ويمكن أن تساهم في حل الأزمة.

وأوضح أن لبنان تعول على ما تتمتع به مصر من مصداقية دولية يمكن تساهم في تشجيع المؤسسات والمنظمات المانحة للتحرك ودعم الاقتصاد اللبناني، كذلك يمكن أن تنسق مع فرنسا في إعادة العلاقات الخليجية – اللبنانية.

وأضاف الأكاديمي المصري أن "الزيارة تمثل استدعاءً عاجلا للدور المصري في أزمة لبنان، والتأكيد على أهميته خاصة أنها أول زيارة خارجية لميقاتي بعد استقالة وزير الإعلام".