قبل الحديث عن هموم ذوي الاحتياجات الخاصة، لابدّ من الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية لا يشعر بحجمها ومرارتها إلا من يكتوي بألمها والقريبون منهم، والمتمثلة في نظرة البعض لهم بالتشاؤم حينا، والشفقة في أغلب الأحيان، وبوصف هذا الإنسان عاجزا ولا أمل بتغيير واقعه، بيد أنّ الواقع يكذّب هذه التصورات تماما، فأعداد الذّين قهروا إعاقتهم يصعب حصرها، ويمكن هنا أن نستحضر واحدا منهم يمثل نموذجا بارزا هو عميد الأدب العربيّ الدكتور طه حسين والعشرات في العالم، وهناك من أبناء البحرين من حققوا مراكز متقدمة في المحافل الدولية والخليجية.
إنّ مملكتنا أولت هذه الفئة كل عناية واهتمام على مدى الأعوام الفائتة، ووفرت لهم كل سبل الدعم والخدمات التعليمية والصحية والرياضية، إلاّ أنّ المطلوب وبشكل عاجل وضع استراتيجية لذوي الهمم من الأطفال وكبار السن، وهو مقترح تمت مناقشته عبر المجلس النيابي قبيل سنوات. هذه الاستراتيجية تنقسم إلى مراحل زمنية وتكون لأسرة الطفل المعاق قواعد ثابتة في تنشئتهم ورعايتهم، إضافة إلى أنّ أحد بنودها يلزم الأسرة بالتدخل المبكر كمرحلة أولى للتأهيل، وهذه المرحلة لها أهمية بالغة في حياة الطفل المعاق لما تحققه من دور في تحصين وعلاج وإقامة مجتمع صحي سويّ.
لا نعلم على وجه التحديد أين وصلت هذه الاستراتيجية بالغة الأهمية التي تهم مستقبل هذه الفئة، وبودنا هنا التذكير بحجم الألم الذّي يتحمله أهالي هذه الفئة في رعاية أبنائهم، ما يتطلب وقوف كل الجهات إلى جانبهم والتخفيف من معاناتهم، كما نود التذكير بمقترحات نيابية لم تأخذ طريقها إلى أرض الواقع من قبيل تخصيص نسبة 2 % من وظائفها لذوي الإعاقة ومنح أمهات ذوي الإعاقة ساعة أو أكثر للراحة، هذه وغيرها من المقترحات كفيلة بتخفيف الأعباء عن ذوي الهمم وأسرهم لو تم الأخذ بها.