+A
A-

إجازة السبت والأحد الإماراتية تثير حفيظة البحرينيين

أثار قرار الجارة الإمارات تغيير عطلة نهاية الأسبوع من الجمعة والسبت إلى السبت والأحد وتقليص أيام العمل في الأسبوع من 5 إلى 4 أيام ونصف، إضافة إلى تغيير المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة نظام العمل الأسبوعي في الإمارة ليصبح 4 أيام عمل، ابتداءً من يوم الإثنين وحتى يوم الخميس، وتصبح عطلة نهاية الأسبوع أيام الجمعة والسبت والأحد، حفيظة المواطنين الذين انقسمت وجهات نظرهم بين مؤيد ومعارض لفكرة استنساخ التجربة الإماراتية في مملكة البحرين وتطبيقها محليا في المستقبل المنظور.
المؤيدون دعموا موقفهم بحاجة الاقتصاد البحريني إلى استدامة عجلة نموه من أجل التوافق مع مواعيد الصفقات والمعاملات التجارية مع باقي اقتصاديات العالم الاوروبية والأميركية وغيرها، فيما تشبثت فئة المعارضين للخطوة بضرورة مراعاة القيم الدينية والحفاظ على العادات والتقاليد وقدسية يوم الجمعة. 
يقول رائد العمل حازم جناحي “كرائد عمل وعندي أعمال في أوروبا مرتبطة بالرزنامة العالمية، من مصلحتي أن يكون هناك تطابق بين البحرين ودول العالم. لقاءاتي مع رجال الأعمال في أوروبا تقام الجمعة، وهو يوم إجازة عندنا، وأنا أخسر يوم الأحد كيوم عمل لأنه يوم إجازة لدى الاوروبيين”.
ويضيف جناحي “أعتقد إن البحرين إذا كانت مقبلة على التحول لمدينة عالمية وتستقطب رؤوس أموال كبيرة وتجذب شركات لتتخذ من المملكة مقرا لها، فمن مصلحتها التحول إلى السبت والاحد على غرار الإمارات التي وضعت هدفا استراتيجيا للسنوات الخمسين القادمة لتكون دولة عالمية تستقطب شركات عالمية”. 
ويتابع “لدينا معوقات لتطبيق مثل هذا النظام بسبب الخصوصية المجتمعية لدول مجلس التعاون الخليجي ولمملكة البحرين تحديدا، فبعض التحديات مرتبطة بالدوائر الحكومية التي يمكن أن يكون لها حافز للتحول للسبت والاحد، لكن بعض الدوائر مهيئة لتغيير نظام الإجازة”.
وعن فرص التحول ليومي السبت والأحد، يؤكد جناحي “أمام البحرين خياران الآن، إما أن تبقى على مستوى المنطقة أو تتجه للعالمية وتضع هدفا لتكون قوة جاذبة للجهات العالمية، واعتقد إن هذا النسق الجديد سيعمم على باقي دول الخليج في القريب العاجل. أستذكر بهذا المقام عندما كانت اجازتنا الأسبوعية الخميس والجمعة، تم تحولت إلى الجمعة والسبت وصار هناك شد وجذب مجتمعي على القرار وممانعات كثيرة، ولكن في النهاية تم التحول إلى الجمعة والسبت كأيام الاجازة الاسبوعية”.
رائد العمل خليل القاهري كان له وجهة نظر أخرى في هذا الشأن بالقول “أنا ضد التحول ليومي السبت والأحد وجعل الجمعة نصف يوم عمل، فلكل أمة هوية ويوم الجمعة شيء مهم في هويتنا الاسلامية والعربية”.
وعلى الصعيد الاقتصادي يضيف القاهري “بالنسبة للاقتصاد، أتساءل كم هي نسبة الشركات المرتبطة بالأسواق العالمية حتى تتجه الدولة لتغيير إجازتها الاسبوعية؟ في اعتقادي أغلب مشاريعنا في البحرين ومؤسساتنا صغيرة ومتوسطة الحجم وتشكل غالبية الاقتصاد الوطني وهي ليس لديها ارتباط مباشر مع الاسواق العالمية”.
آراء بعض موظفي القطاعين الحكومي والخاص تباينت أيضاً بين مؤيد ومعارض لمسألة تغيير الاجازة الاسبوعية إلى السبت والاحد وجعل يوم الجمعة نصف يوم عمل.. يقول المواطن حسين الساري في هذا الإطار “أنا مع أي قرار يصب في مصلحة المملكة ويحقق لها الاستدامة والنمو على مختلف الاصعدة، وخصوصاً على الصعد الاقتصادية لأنه عصب الحياة لنمو وتطور المملكة، ونستطيع أن نواصل الإنجازات ونحافظ على المكتسبات والإنجازات المتحققة في عهد جلالة الملك المفدى ولذلك المملكة أصبحت ليس فقط جزءاً من منظومة خليجية، بل أصبحت جزءاً من المنظومة العالمية، حيث غالبية دول العالم تعتمد السبت والاحد اجازتها الاسبوعية”. ويستطرد الساري قائلاً “أؤيد التحول ليومي السبت والاحد واعتماد الجمعة نصف يوم دوام لتحقيق اكثر استفادة لقطاع الاعمال والأنشطة التجارية والمالية المنجزة في مختلف الوزارات والادارات، خصوصا تلك المرتبطة بأجهزة تتعامل مع جهات خارجية. وأرى ان ذلك لمصلحة المملكة اقتصاديا واجتماعيا”.
ويضيف الساري “في حال تم تطبيق نفس سياسة الامارات بأن يكون يوم الجمعة نصف يوم دوام ستتاح الفرصة للمواطنين التعبد وتأدية صلاة الجمعة، ولن يكون هناك تعارض مع ديننا الاسلامي الحنيف والعادات الاسلامية والعربية”. 
بدوره، خالف المواطن أيمن أحمد فكرة اعتماد يوم الجمعة كيوم عمل بنصف دوام، مؤكدا على قدسية هذا اليوم في التعبد لله وضرورة أن يتأهل المسلم للذهاب إلى المسجد والصلاة بأن يبدأ يومه بالتطهر والتطيب وارتداء أفضل الثياب ثم التوجه للمسجد، وقال إن مجرد التوجه للعمل لبعض الوظائف لا يسمح بتفعيل الحديث النبوي الشريف الخاص بالتطهر والتطيب ولبس أحسن الثياب، وتساءل “كيف يمكن لعامل أن ينهي عمله ثم يتوجه مباشرة لمسجد بملابس العمل التي قد تكون متسخة”.
وأكد أيمن أن مثل هذه القرارات تبعد الناس عن أداء أهم الشعائر الأسبوعية وهي صلاة الجمعة وقد تعوّد الناس منذ فجر الإسلام على أن يكون يوم الجمعة هو يوم عبادة وليس عمل.
واقترح أيمن أن يتم اختيار السبت كنصف يوم عمل بدلاً من الجمعة وذلك للحفاظ على قدسية يوم الجمعة لدى البحرينيين والمسلمين. 
من جانبه، أيد المواطن محمود العصار وجهة نظر أيمن بالقول “لا أتمنى تغيير أيام الاجازة ليومي السبت والاحد وجعل الجمعة يوم عمل، لاسيما وأن يوم الجمعة يوم مميز للمسلمين وللدول الخليجية والعربية والاسلامية وله مكانة خاصة بحكم عاداتنا وتقاليدنا الاسلامية والعربية. فأفضل يوم عند الله عز وجل والمسلمين عموما هو يوم الجمعة”.
ويؤكد العصار أن النظام الجديد للعمل الاسبوعي لا يناسب تركيبة البحرين الاقتصادية والاجتماعية على عكس الامارات التي تملك اقتصادا كبيرا وتطمح لتكون في مصاف كبرى الاقتصاديات العالمية وتفردها دائما بكل شيء لتكون سباقة اقتصاديا، بينما السوق البحريني صغير والاقتصاد المحلي لا يملك مقومات ومواصفات نظيره الاماراتي لكي يكون قادرا على تغيير أيام العمل الأسبوعية والإجازات َ.