+A
A-

المخرجة هيفاء المنصور من البحر الاحمر السينمائي: "السعوديات قادمات"

بعد تكريمها في حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر الدولي، جلست المخرجة السعودية هيفاء المنصور في جلسة حوارية مهمة وسط حضور كبير من الفنانيين والمخرجيين والاعلام وتحدثت عن قصتها مع الاخراج ومع امواج التغيير التي تقدمها المهرجان في دورته الاولى.
وتعتبر المنصور من اوائل المخرجات في المملكة العربية السعودية، ففي عام 2011، قدمت "وجدة" مختبئة في الجزء الخلفي من الشاحنة وتخرج هذا العمل الكبير، وكان من المستحيل أن ترى المرأة علنا في الشارع تعطي الأوامر للرجال لتصوير فيلم، لذا فقد ظلت بعيدة عن الأنظار واستخدمت جهاز لاسلكي لاسلكي تقول: ”كنت متأكدة من انك تستطيع سماع صوتي في جميع أنحاء الرياض". الفيلم كان رائع، بقصة خفيفة، وكبيرة القلب عن فتاة في العاشرة من عمرها تضع يديها على دراجة، وسط المعتقدات والصعوبات بالطبع.


قبل سنوات، انتقلت المنصور من البحرين إلى لوس أنجلوس مع زوجها الأمريكي برادلي نيمان واطفالها.
قالت هيفاء بأنها اعطت انطباعا بأنها متمردة منذ الولادة، فقد نشأت في بلدة محافظة صغيرة، ووصفت نفسها بأنها كانت طفلة خجولة، الثامنة من أصل 12 طفلا في منزل ليبرالي، والدها كان شاعراً وأم طيبة ملأت الموسيقى في المنزل، وكمراهقة شاهدت أفلام جاكي تشان ومن هوليوود وبوليوود.


بعد دراستها للأدب في الجامعة الأمريكية في القاهرة، حصلت على وظيفة تسويق في شركة نفط سعودية، قالت للحضور: "في الاجتماعات لن يستمعوا إليّ أبداً. كنت غير مرئية”، بدأت المنصور حياتها المهنية في الفيلم من خلال إنتاج أفلام قصيرة مع أشقائها. في عام 2005، التقت نيمان في عرض لأحد أفلامها الوثائقية في السفارة الأمريكية في المملكة العربية السعودية حيث كان يعمل كملحق ثقافي. عندما تم نشره في أستراليا، درست الفيلم في سيدني وكتبت السيناريو الذي أصبح “وجدة” الذي يعتبر أول أفلامها الطويلة عام 2012، وأول فيلم روائى طويل يتم تصويره بالكامل فى المملكة السعودية، ونالت عليه العديد من الترشيحات والجوائز حول العالم، بما فيها جائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، بعد ذلك قدمت هيفاء العديد من الأفلام والمسلسلات العالمية، قبل أن تعود بالفيلم السعودى "المرشحة المثالية" (2019).


تخطط المنصور في صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية بالكثير من الفرص، وعلى الكثير من الاجتماعات. لدي فرصة الآن لبناء السيرة الذاتية التي تسمح لي في بضع سنوات لتوجيه فيلم كبير حقا مع ميزانية كبيرة”.
وفي سؤال للبلاد عن ماذا تغير منذ 2012 الى اليوم فاجابت: الوضع السينمائي في السعودية مزدهر اليوم، فقد تغير بشكل كبير خصوصاً بعدما تم افتتاح السينمات ووجود مهرجان سينمائي دولي مثل البحر الاحمر سينمائي، فهذا يشجع على إنتاج الأفلام المحلية، حيث أصبح لها سوق وتصل للعالمية بسهولة، وبالطبع اختلف الوضع كثيراً فالإنتاج وتصوير الأفلام أصبحا أكثر سلاسة والمجتمع أكثر تقبلاً لفكرة تواجد ميداني لطاقم عمل سينمائي حتى إن كان المخرج امرأة بالرغم من بعض الصعوبات التي سيواجهنها في التعامل مع الرجال الذين مازالوا لا يريدون اخذ الاوامر من النساء، لكن المجتمع السعودي أصبح متقباً لفكرة تواجد مخرجات نساء وبصفة عامة تواجد المرأة في كافة المجالات.