العدد 4806
السبت 11 ديسمبر 2021
banner
معي بكالوريوس وراتبي لن يقل عن 450 دينارا!
السبت 11 ديسمبر 2021

هل تساءلت يومًا ما الذي نبحث عنه في الدورات والمحاضرات التي نحضرها؟ هل هي الشهادة التي سنضيفها إلى سيرتنا الذاتية؟ وهل حقًا تؤثر هذه الشهادات على قرار التوظيف أو الترقية؟ ماذا لو لم أحصل على المهارة من خلال الدورة وكل ما حصلت عليه هو الشهادة؟ هل توظف الشركات الموظفين من أجل شهاداتهم أو مهارتهم؟
أسئلة كثيرة من الممكن التعمق فيها عند التفكير في أنواع التدريب، فهناك التدريب القائم على الشهادات، وهي الطريقة التقليدية التي بدأت منذ سنوات طويلة، والتدريب القائم على المهارات، وهو الطريقة الحديثة في التدريب. غالبا ما يرتبط التدريب بأرباب العمل، فهم المستفيد النهائي من المهارات التي يمتلكها المتدربون، وقد بدأ أرباب العمل يدركون أن الأساليب التقليدية للتدريب لم تعد فاعلة في عالم اليوم سريع الخطى، وقد صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن العام 2020 شهد توفر 50 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم ليس هناك عمال مهرة لملئها، وأنه لضمان المزيد من الوظائف للأجيال الجديدة، فإنه على أنظمة التعليم البدء في التركيز على بناء المهارات للغد، وليس مجرد شهادات لليوم.
وفي العام 2020 وقع الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بتوجيه تعليمات لفروع الحكومة الفدرالية، بالتركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية في اختيار الموظفين الفدراليين، وذلك بناء على توصية من المجلس الاستشاري لسياسة القوى العاملة الأمريكية، وأعتقد أن البحرين تسير في هذا الاتجاه مع العمل الكبير التي يبذله فريق مباردة “مهارات البحرين”، فقد بدأت مؤخرا بمطالعة بعض المقالات والأخبار الصحفية عن هذه المبادرة وعملها، والحكومة والقطاع الخاص يتطلعان إلى التوصيات المهمة المرتقبة التي ستصدر عنها، والتي ستسهم بلاشك في تحديد احتياجات مختلف القطاعات من الوظائف الحالية والمستقبلية، وما الشهادات الأكاديمية والمهارات التي تتطلبها تلك الوظائف.
عالميا بدأ العديد من أرباب العمل في استبدال التدريب القائم على الشهادة بأساليب أخرى، قد يكون هذا بسبب الاضطراب في سوق العمل أو مجرد عدم الاهتمام العام بالتدريب على الشهادات، وللتعويض، تتجه بعض الشركات إلى الدورات التدريبية والتدريب المهني والتدريب الداخلي لموظفيها حضوريا أو عبر الإنترنت.
وآخر ما يريده صاحب العمل هو أن يقابل متقدم لوظيفة يلقي بشهادة البكالوريوس على الطاولة، ويقول إن وزارة العمل حددت الحد الأدنى لراتبه بـ 450 دينارا، فصاحب العمل يا عزيزي يعرف جيدا أن مناهج معظم الجامعات متأخرة عن متطلبات شركته وسوق العمل، ولن يقبل بأن تفرض نفسك على شركته لمجرد أنك أمضيت 4 سنوات تنحت في الدراسة الجامعية ومعدلك ممتاز، ما يريده منك هو إنجاز الأعمال التي تتطلبها الوظيفة بالتزام وإنتاجية ومهارة، وضع 3 خطوط تحت كلمة مهارة.
غالبًا ما يتم تقديم برامج الشهادات من قبل الجامعات ومؤسسات أكاديمية أخرى، بينما يتم تقديم برامج تطوير المهارات عادةً من قبل المنصات الإلكترونية بالدرجة الأولى، وقد تكون الدورات القائمة على الشهادات خيارًا أفضل لأولئك الذين يرغبون في دخول مجالات تتطلب شهادة ورخصة لممارستها مثل الطب والهندسة والطيران. مع ذلك، قد تكون برامج تنمية المهارات خيارًا أفضل لأولئك الذين يرغبون في تعلم مهارات جديدة والحصول على ترقية في العمل أو زيادة رواتبهم المحتملة أو زيادة فرصهم للحصول على وظائف أفضل أو إطلاق مشاريعهم الخاصة.
بالإضافة لكون برامج تنمية المهارات أكثر طلبًا، فإنها أيضا أكثر مرونة، فهي تخدم أنواع مختلفة من أنماط التدريب في جميع الأوقات ومن أي مكان، وكل ما يحتاجه المتدرب هو اتصال بإنترنت يستطيع من خلاله حضور آلاف الدورات التدريبية لعدد مرات غير محدود، خصوصا بالنسبة للجيل الجديد والذي نطلق عليه “جيل الأيباد”؛ بسبب كمية الأشياء التي يتعلمها منه مقابل ما يتعلمه من التعليم التقليدي، فهل من المنطقي حرمانهم من الوسيلة الأكثر تأثيرا بالنسبة لهم، أو إضافة المحتوى التدريبي لهذه الوسيلة والتأثير من خلالها؟
رسالة لمن يهمه الأمر: لكل مسؤول ومساهم في المسيرة التدريبية في البحرين، نتمنى أن نرى المملكة رائدة في التعليم الإلكتروني على مستوى الوطن العربي، فمازالت الفرصة سانحة، خصوصا بسبب قلة المنصات التدريبية العربية في الوطن العربي على الرغم من وجود طلب مرتفع على هذا النوع من التدريب من قبل الأفراد والشركات، حيث إن مع منصة أجنبية واحدة مثل coursera استقطبت حتى الآن أكثر من 77 مليون متدرب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية