+A
A-

الدروس الخصوصية تتصدر المشهد مجدداً بعد عام ونصف من الاغلاق

- سوق سوداء تنافسية بين المعلمين لاستقطاب الطلبة والطالبات

عادت الدروس الخصوصية للتتصدر المشهد الدراسي مجدداً، بعد فترة من الانحسار والتعطل الاجباري الذي فرضته جائحة كورونا، مع رصد "البلاد" لعدد واسع من الطلبة والطالبات وهم يتكودون على طاولات المقاهي بمختلف مناطق المملكة، ويترأسهم مدرس عربي وهو يباشر مهامه التجارية في بيع العلم.

ولم يختلف المشهد الحالي عن سابقة والذي استبق الجائحة، حيث تركزت اغلب الدروس الخصوصية على مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء واللغتين الإنجليزية والفرنسية، بالنسبة لطلبة المراحل الدراسية العادية.

في حين أخذ الأمر نطاقا أوسع على مستوى طلبة الجامعات، خصوصا للمواد الناطقة باللغة الإنجليزية، كإدارة الأعمال، وعلوم الكمبيوتر، وتقنية المعلومات، والمحاسبة، والهندسة، والتي يضطر خلالها الكثير من الطلبة للاستعانة بالمدرس الخصوصي.

وتفاوتت أسعار الحصص، من خمسة دينار الى ثمانية دينار، للحصة الدراسية الواحدة، وتصل الى عشرة دنانير في مواسم الاختبارات، خصوصاً لطلبة الجامعات من أصحاب التخصصات الأجنبية، أي بمعدل يصل الى 2000 دينار شهريا إذا ما سرع المعلم مكنة العمل بالشكل المطلوب.

ويتحفظ الكثير من أولياء الأمور على استضافة المعلمين في منازلهم في ظل ظروف الجائحة، وتصدعاتها وتداعايتها، وقال ولي أمر للـ"البلاد" أن المتحور الجديد "أميكرون" زاد من هذه الحفيظه، ودفع الكثيرون للطلب من أولادهم بأن تكون الدراسة خارج البيت، مع لبس الكمام واستخدام التباعد الاجتماعي الآمن، وهو ما رصدته "البلاد" بالفعل، خصوصاً بالمقاهي التي تحمل العلامة التجارية الأمريكية والأجنبية.

ويرى البعض بأن انتشار الدروس الخصوصية بشكل محموم، أوجد لها سوقاً سوداء يتمثل في تحول العلمية التعليمية الى مكنة طبع أموال، مع وجود التنافسية بين بعض المعلمين، ليس في تقديم العلم النافع، بل تعظيم مدخولهم، عبر زيادة عدد الحصص، واستقطاب الطلبة والطالبات، والطلب منهم بالتسويق لهم لدى بقية زملائهم الطلبة بالمجان.

وتتساءل "البلاد" عن القدرة المكوكية لهؤلاء المعلمين في تقديم العلم بالفترة الصباحية، في الوقت الذي ينشغلون به بتقديم الدروس الخصوصية بالفترة المسائية ولمدة تتراوح الى السبع ساعات يومياً.

إلى ذلك، لا يعرف لتاريخ الدروس الخصوصية في البحرين من تاريخ محدد، متى بدأت؟ وكيف أصبحت ركناً من أركان الضمان الأسري لتحقيق اعلى معدلات النفع للأولاد؟ وكيف انتشرت بهذا الشكل؟ بل ولماذا يرتضي بعض أولياء الأمور بها؟

لكن ما هو مؤكد بأن الأسرة تتحمل المسئولية الأولى لما يحدث، كما لوحظ بأن بعض المعلمين "العرب والأجانب" يقدمون الكثير من العطاء العلمي في الدروس الخصوصية بخلاف أدائهم في الفصول الدراسية نفسها، بالرغم من تعاقدهم مع وزارة التربية والتعليم وحضورهم من بلدانهم لغرض تقديم العلم الجيد والنافع، وحصولهم على مزايا رواتب وسكن وتذاكر سفر وإقامة مغرية ومميزة.