العدد 4808
الإثنين 13 ديسمبر 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
هل هي عقدة النقص أم ...
الإثنين 13 ديسمبر 2021

كنت قبل قليل مع سعادة المسؤول في مكتبه (...) اتصل بي الأستاذ المدير العام للمؤسسة يطلب رأيي في موضوع (...) دعوة خاصة استلمتها من المسؤول الأول في تلك المؤسسة... نعم أتفق مع سعادتكم في هذا التوجه (...) نعم كنت حاضرًا في مكتب المدير العام عندما زاره المتخصص في العلوم الإنسانية...إلخ.
* عذرًا سيدي القارئ، إن وضعتك فى موقف ربما أضعت خلاله مؤشر بوصلة التركيز. في الحقيقة العبارات التي طالعتها في مقدمة هذه المقالة هي تلك التي يرددها البعض وبصوت عالٍ وهو يتحدّث في الهاتف أو مع زميل له في العمل أو يعيدها ويكررها بمناسبة أو غير مناسبة في الاجتماعات. نعم سيدي القارئ أخالك تعرّفت على الأسباب. الهدف هو لفت الأنظار وانتباه الآخرين إليه، أعني للمتحدث. ليثبت لهم بأنه يتمتّع بدرجة عالية من الأهمية وبأنه لا يقل عن أقرانه وزملائه شأنًا.
* هناك وجه آخر لمثل هذه السلوكيات وهو تعويض عدم القدرة على المواجهة فيلجأ البعض إلى الحديث الهاتفي وبصوت عالٍ ليسمع الآخرين بأنه لا يهاب من مواجهة العاملين المقصرين مثلًا. ولكن في الحقيقة هو لا يتحدّث إلى أحد وإنما يوهم الآخرين بأنه يفعل ذلك. هذا الشخص يمارس دورًا في الخيال لأنه لا يقوى على ممارسته في الواقع.
* قد لا تكون تلك الحالات غريبة على بعضنا، فربما خبرنا مثلها في بيئات العمل ولكن ما رأيك سيدي القارئ حين يصف أحدهم تلك السلوكيات بالذكاء وفن الترويج وتنم عن خبرة في كيفية إيصال رسائل معينة إلى الفئة المستهدفة وبطريقة غير مباشرة. بينما قد يصنف آخرون أصحاب مثل هذه السلوكيات بأنهم يعانون من عقدة النقص وهو كما تقول بعض المصادر: “شعور المرء المستمر بأنه أقل شأنًا من الآخرين أو بأنه ليس شخصًا جيدًا بما يكفي مقارنة بمن حوله”. وهؤلاء وكما تقول تلك المصادر يحتاجون وبشكل مزمن إلى الإطراء والمديح.
* ما رأيك سيدي القارئ هل هي عقدة النقص أم هو فن الترويج؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .