من المفارقات أن يتزامن مقالي اليوم مع آخر مقال كتبته بعنوان “إذاعة البحرين.. برافو”، واليوم عنوانه “إذاعة البحرين.. لا”! أليست مفارقة غريبة؟ ككاتب لا أتردد أن أشيد بكل ما هو متقن وصحيح، وفي نفس الوقت أوجه انتقادي لأي عمل لا يرتقي بالمستوى المطلوب، وهذا هو دور كتاب الأعمدة، فالأقلام يجب أن تنتقد نقدا بناءً وبأسلوب حضاري واحترافي ومهني، فحرية الصحافة يكفلها الدستور، والقيادة الرشيدة تؤكد دائما احترامها، فهي السلطة الرابعة كما تسمى، وتعمل في ظل دولة المؤسسات والقانون التي أرسى قواعدها جلالة الملك المفدى من خلال المشروع الإصلاحي الطموح.
أود أن أوضح هنا أنني كتبت مقالًا سابقًا حول نفس الموضوع! وأنا اليوم من جديد وكلي ثقة بأن الموضوع ذاته سيلقى بإذن الله الاهتمام المنشود من قبل المسؤولين في شؤون الإعلام.
إذاعة البحرين تبث عبر التردد 102.7 FM طوال اليوم مباريات في كرة القدم والسلة والطائرة وغيرها من الألعاب الرياضية.. صدق أو لا تصدق! هل يعقل ذلك؟ كان من الأفضل بث وإعادة بث برامج مفيدة للمستمعين، كالطبخ والموسيقى والأدب والشعر والعلم والطب والفن وغيرها من البرامج التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. إن جهاز الإعلام يعتبر من أهم الأجهزة الحكومية كما الحال مع دوائر الإعلام والعلاقات العامة في الوزارات والشركات والبنوك وغيرها، فالإعلام كما تعلمون سلاح ذو حدين، فإذا لم نستطع توظيفه بطريقة صحيحة واحترافية، فعلى الدنيا السلام.
بودي أن يقوم أحد المسؤولين بإقناعي أو إقناع الرأي العام بسبب هذا البث، وبصفتي مواطنًا وكاتبًا محبًا لوطني من واجبي أن أتطرق إلى مثل هذه الأمور، وعلى المسؤولين واجب الرد على ما نكتبه أنا وغيري من الكتاب في صحافتنا المحلية.