سؤال يطرحه الكثيرون، من محبين وأعداء، ما هو سبب محبة هذا الشعب العريق لبلده رغم أنها ليست الأكبر حجما أو الأكثر مواردا أو الأعلى رواتبا، فإن كنت من محبي هذه البلاد الكريمة فاحمل كلماتي برفق داخل قلبك الكبير، وادعو الله لنا أن تزيد محبتنا لبلادنا أعواما مديدة وعمرا طويلا، ولا فرق الله شمل العباد بها، وإن كنت من الحاسدين الحاقدين المغتاظين فندعوا الله لك بالهداية وأن يبعد الله عنا شر الفتن والحسد والغيظ، ولتعلم يا قارئ تلك الكلمات أن ما من بلد لم يمر بمراحل رخاء ومراحل شدة، لكن الأصل في ذلك هو الرضا والإيمان بالله وحب الوطن كحبنا لآبائنا أو أشد حبا.
وإن كنت تسأل نفسك عن السبب فدعني أخبرك بأهم الأسباب في مقالي المتواضع هذا، في البحرين هنا يلتقي الجميع ببعضهم البعض في المجالس والمناسبات، فلا مناسبة أو مجلس حصرا على أحد دون الآخر، وقد تربينا هنا على سعة الصدر، ولا ننسى طفولتنا عندما كنا نترقب أن يظهر أفراد عوائلنا في سلامهم على سمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان طيب الله ثراه وهو يستقبل الجميع في الأعياد والمناسبات دون كلل أو ملل، وهو نهج مستمر في العصر الحديث فترى مجموعات من المحافظات تلتقي جلالة الملك المفدى بين الفينة والأخرى، للتباحث حول آخر المستجدات وما يخص المحافظة وأهلها، فما تظن ببلد يلتقي رأس هرمها بقاعدتها في تسلسل مهم دون انقطاع؟
في البحرين الجميع أهلك، الكل يعلم من أنت ومن والدك وأصلك وفصلك، فإن كنت حسن الخلق زادوك جمالا على ذلك في كل مناسبة، أو كنت صاحب علم تصدرت المجلس واستمع لك الجميع للنهل من علمك وثقافتك، وإن كنت كبيرا في السن احترمك الكبار والصغار، وإن كنت شابا شجعك الكبار والكهلان ولا عزاء للحاقدين في ذلك. 
في البحرين لا تنام جائعا أبدا ونحمد الله على ذلك، وبعيدا عن ما تقدمه الدولة للمحتاجين من أيتام وأرامل ومطلقات وسع الله أرزاقهم جميعا ووهب جلالة الملك طيلة العمر في ذلك، إلا أنك وإن كنت ميسور الحال أو من الطبقة الوسطى ستجد نفسك أياما تأكل ما لذ وطاب في أغلى الأماكن وأياما أخرى تستهويك الأسواق البسيطة والأكلات الخفيفة غير المكلفة، وهي ميزة لا توجد في عدد من البلدان التي لم تندمج فيها طبقات المجتمع، فأصبحت للأغنياء فيها حياة مختلفة تمام عن الفقراء، نسأل الله أن يبعد عنا السوء ويصب علينا الخير صبا.
في البحرين أنت مرحب بك بكل شكل وديانة وأسلوب عيش عندما تحترم أنظمة البلد وشعبها ومن فيها ولا جديد في ذلك، فمنذ قديم الأزل والبحرين تستقطب الجميع من أديان وأعراق مختلفة بسبب موقعها الجغرافي وكونها ميناء رابطا بين حضارات الشرق والغرب والشمال والجنوب، فهل مازلت تسأل لماذا نحب البحرين؟!.