+A
A-

"التمثيل والتجريب" ملفات غاية في الأهمية الفكرية والدراسية لمناهج فن التمثيل

أصدر مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحالية الـ 28 مجموعة متنوعة من الكتب والنصوص والدراسات المسرحية التي تساهم في تشييد جسور المعرفة بين العالم الغربي والعالم العربي؛ لمواكبة كل جديد في مجالات المسرح المختلفة، ومن هذه الإصدارات التي نستعرضها كتاب " التمثيل والتجريب " والذي يقدم أربع ملفات غاية في الأهمية الفكرية والدراسية لمناهج فن التمثيل، صاغها مجموعة من الفاعلين في هذا الفن من مختلف دول العالم، ومن أهم هذه المؤلفات كتاب " الممثل..الفن والحرفية" من تأليف وليام اسبر وديمون يماركو، وترجمة سحر فراج.
يعتمد مؤلفا الكتاب على تقديم منهج تمثيلي بسيط يعتمد ارتكازيا على مفهوم التكرار وأهميته للمثل، وكيف يكون هذا التكرار سببا رئيسا في جعل الممثل يصل إلى أقصى طاقاته الإبداعية، فالتكرار المستمر كتدريب، يستطيع الممثل أن يدرك أبعاد الجمل والمشاعر التي يحتاجها الدور، فتكرار جملة معينة بطريقة مستمرة تعطي تأكيدات داخلية للممثل على الوصول بسهولة لمرحلة الصدق التي يتطلبها الدور، كما أن هذا التكرار يبعد حالة الملل الذهني والجسدي عن الممثل، ولكي يحقق التكرار فائدته المرجوة، فلابد أن يصاحبه عنصر آخر يقدمه المؤلفان وهو التركيز، فالتركيز على أداء الجمل المتكررة، يؤدي إلى سهولة الوصول للمشاعر المطلوبة لتقديم الدور التمثيلي.
والكتاب الآخر الذي بحوزتنا ضمن هذا الملف الشيق عن التمثيل، هو کتاب عن أحد أعمدة فن التمثيل ودراسته الأكاديمية في مصر، الراحل القدير سعد أردش من خلال كتاب "سعد أردش والطريق إلى الريادة المسرحية"، الكتاب من تأليف أحمد سخسوخ، وصدر في الدورة العشرين للمهرجان العام 2008.
يتناول الكتاب مراحل السيرة والنشأة التي صنعت سعد أردش الممثل والمخرج الكبير القدير، كذلك يتناول الكتاب مقالات سعد أردش عن المسرح ودوره وأهميته، كما يتناول الكتاب مقالات أردش عن أساتذته الذين ساهموا في تكوينه العلمي والفني والوجداني، وكيف تأثر بهم، كما يتناول أيضا أراء عدد كبير من المبدعين في سعد أردش، من خلال نعيهم له بعد رحيله، وإن كان الكتاب يوضح لنا كيف قام سعد أردش بإنشاء مسرح الجيب، وكيف قدم للجمهور المصري أعمال مسرح العبث للمرة الأولي، بجانب تقديمه لأعمال كاتبه الأثير بريخت وتعرف الجمهور عليها، ويؤكد الكتاب دور سعد أردش في النهوض بالمسرح المصري، من خلال أعماله الباقية في وجدان المسرح، والتي اقتحمت عقل المشاهد المصري وجعلته يصبح مطلعا على أحدث وأهم التيارات المسرحية العالمية في ذلك الوقت.
الكتاب الثالث ضمن ملف التمثيل المقدم هنا، هو احد نتاجات الثقافة الأسيوية من خلال كتاب "منهج سوزوكي في الأداء المسرحي" لمؤلفه المخرج الياباني الشهير "تاداشي سوزوكي" قام بالترجمة عادل أمين صالح.
يعتبر سوزوكي من أهم معلمي فن التمثيل في قارة أسيا بوجه عام، وفي اليابان بوجه خاص، فهو فنان يجمع مسرحه بين الحداثة التمثيلية، وبين التراث الياباني الممثل في مسرحي النو والكابوكي، يتكون الكتاب من ستة فصول تؤكد رحلة هذا الرجل في عالم فن التمثيل، وكيف أن له وجهة نظر في تعليم هذا الفن قائمة على ثوابت حقيقية نابعة من بيئته اليابانية المحلية.
الكتاب الأخير ضمن ملف التمثيل هنا هو كتاب" لا تمثيل من فضلكم" تأليف اريك موريس، والذي يعد بمثابة احد أمهات الكتب المهمة في فن التمثيل.
الكتاب يهدف من ورائه اريك موريس إلى تدشين منهجه في فن التمثيل الذي يعتمد بشكل كامل على الممثل، حيث يكون الممثل هنا هو نفسه يقوم بتجريب حواسه ومشاعره وأفكاره هو لا الشخصية المقدمة، ويعتمد اريك موريس بشكل تام على الممثل الذي لابد له من القيام بعدة تدريبات حتى يصل إلى النتيجة المرجوة منه عند اريك موريس وما بين تدريبات مونولوج تيار الوعي، والسوقية، وإزالة التوتر من جهة، ومابين اكتشاف الحواس وإدراكها من جهة أخرى.