العدد 4818
الخميس 23 ديسمبر 2021
banner
هذه هي البحرين
الخميس 23 ديسمبر 2021

كنت أتابع بكل اهتمام وأنا خارج البلاد موضوع الطفل المفقود عبدالله أحمد، وقد استبشرت خيرًا وفرحًا ببيان وزارة الداخلية الذي أكد العثور على الطفل في منطقة الرفاع وذلك خلال ١٢ ساعة من تلقيها البلاغ، فلوزارة الداخلية وعلى رأسها معالي الوزير كل الشكر والثناء على جهودها المستمرة وكفاءة أجهزتها لحفظ الأمن والأمان لكل من يعيش على أرض هذا الوطن الغالي.
ما دعاني لأن أكتب هذا المقال هو فزعة أهل هذا الوطن الذين لم يترددوا في تقديم كل العون لوزارة الداخلية، وتابع الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف المحلية كيف تصرف جميع أطياف الشعب الوفي وخرجوا عن بكرة أبيهم.. إن هذا الموقف المشرف ليس جديدا على هذا الشعب العظيم الذي يسجل كل يوم قصة حب ووفاء وملحمة انتماء جميلة ليثبت للعالم أنه الأفضل.
لم أكن أتخيل هذا التجاوب والاهتمام، خصوصا من فئة الشباب من الجنسين الذين كان لموقفهم أكبر الأثر على الجميع، هذه المواقف الإنسانية يجب أن تدرس لأبنائنا في مدارسنا، لأنها تعبر عن المواطنة الصالحة والأصيلة وحسن الخلق، إذ كان الموقف الأجمل هو العفوية التي أعتبرها أكثر من واقعية وصادقة ومؤثرة وهذا ما يسمى بالشراكة المجتمعية. 
إن هذه المواقف الإنسانية لا تصدر إلا من الناس الأصيلين، وشعب البحرين أثبت في جميع المواقف وأثناء الشدائد أنه من الطراز الأول، “بحريني وأفتخر” يجب أن يكون شعارنا لسبب واحد لا غير لأنه شعب لا يعلى عليه، علمت أن أحد الإخوة كان خارج البحرين يقضي إجازته، وفور علمه بخبر اختفاء الطفل لم يهدأ له بال، حيث قام بالتواصل مع أهله وأصدقائه، بل تابع جهود البحث والمشاركة في إيجاد الحلول والأفكار.. هذا الموقف مثال لعشرات بل مئات الأمثلة الإنسانية الرائعة التي سمعناها ليؤكد معدن هذا الشعب الوفي. علينا أن نقتدي بهذه الأمثلة والتجارب لتكون عبرة للأجيال القادمة، ولا ننسى أيضًا المواقف الجميلة التي أظهرتها جاليات عربية وأجانب في عملية البحث عن الطفل. قال تعالى في كتابه المبين “وتعاونوا على البر والتقوى”، والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية