العدد 4821
الأحد 26 ديسمبر 2021
banner
ما هكذا يكرم المعلمون!
الأحد 26 ديسمبر 2021

استمعت باهتمام كبير إلى مداخلة العضو البرلمانيّ محمد العباسيّ حول ما يتعرض له المعلمون من ظلم لا مثيل له، وآلمني ما يجري بحق كوادرنا التربوية والتعليمية، فمن المفارقات المحيرة أنّ المعلم الذي يمارس واجباته بمهنية عالية وتفان لا نظير له وينهض بمهماته بإخلاص على أكمل وجه لا يكافأ على خدماته ومجهوداته.
لماذا المعلمون وحدهم من يحرمون من حقوقهم؟ في تصوري انّ القضية ببساطة تعكس نظرة القائمين على شؤون التربية والتعليم لهم، والتي تتلخص في كونهم منفذين للقرارات لا شركاء في عملية التعليم، أمّا المعضلة الأكبر أنّ وزارة التربية والتعليم تتجاهل حقوقهم، والأدهى أنها تمارس الصمت، وهذا بالتحديد ما يضاعف حزنهم.
هل تعتقدون أنّ المعلم لا يشعر بالغبن عندما نحرمه من أبسط حقوقه؟ وإلاّ لماذا يتم التعامل معه كما لو أنه رجلٌ آليّ أو روبوت بلا قلب وشعور وإحساس، أو بوصفه جهازا أوتوماتيكيا لا يتطلب تشغيله سوى ضغطة زر لينفذ الأوامر؟ لماذا ندع المربين من معلمين ومعلمات يجترون أحزانهم آناء الليل والنهار دون أن نبث فيهم الطمأنينة بأنّ جهودهم موضع تقدير واحترام؟
كثيرون ممن ينتمون لحقل التعليم عندما نلتقيهم يندبون حظهم العاثر كونهم اختاروا التربية والتعليم مهنة لهم، وكأنهم اختاروا المكان الخطأ، وغالبا ما تنتابهم هواجس حول مستقبلهم في التعليم، وإلا هل من المنطق والعقل أن يطالبوا بعمل إضافي وأعباء مرهقة وما تتطلبه من مشقة وعناء ثم يجدون أنفسهم على مدى أشهر بدون مقابل؟
ما استمعت إليه من النائب المحترم ومن الإخوة المعلمين الأفاضل أكد لي بما لا يقبل الشك أنّ هذا الإنسان - المعلم - تمارس بحقه صنوف الإجحاف وذلك عندما ندعه في حالة انتظار مريرة على مدى أشهر وربما أكثر لمنحه مستحقاته الخاصة بتمديد وقت الدوام المدرسي، وبعد كل هذا الإجحاف بحق هؤلاء المربين هل يحق لنا التساؤل لماذا أصبحت صورة المعلم في أدنى مستوياتها، أو بالأصح لم تعد كما كانت موضع تقدير وتبجيل إذا لم نقل موضع تقديس أيضاً؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية