ساعاتٌ فحسب تفصلنا عن العام المقبل، ليمضي عامٌ عجَّ بالأفراح والأتراح؛ لتُغلقَ صفحاتُ هذا العام وتُفتحَ صفحاتُ العام الجديد، ولنمضي قُدماً متناسينَ الأوجاعَ والأحزان، مُحملينَ بالتفاؤل والأمل بأن يكون هذا العام الجديد أفضل بإذن الله؛ فلنعاهد أنفسنا ونحن نستقبلُ عامنا الجديد بأنْ نُجدد طاقاتنا ونُغيرَ من منظورنا للحياة لتكون أصفى وأجمل.
ليس اليوم كالبارحة، ولا يجوزُ لنا الركون للماضي والتحسر على ما فات ومن مضى، نحن ملزمون بدفع عجلة الحياة لتستمر، ومطالبونَ بالنظر للأمام لنتقدم. لنستقبل هذا العام بحب، ولنخطط له كما يجب، ولتكن أهدافنا قابلة للتحقق؛ كي لا نقعَ فريسةَ الخيبة التي وقعنا فيها حين فشِلنا في تحقيق أهدافنا عالية السُقُف في عامنا المنصرم. نحن بحاجةٍ للتخطيط بحكمة وعقلانية واضعينَ في حساباتنا آلياتٍ عملية لتنفيذ تلك الخطط والمشاريع التي عزمنا على القيام بها هذا العام، ولنتحلى بالإيجابية التي تقود للإنتاج وتمدُنا بالشغف اللازم لتحقيق النجاح وتدفُعنا للحياة بجودةٍ عالية.. نحن لا ندَّعي أننا نستطيع العيش بإيجابية على الدوام، فالحياةُ تأخذُنا لقممٍ وتهوي بنا لقيعان أحداثٍ متلاطمةٍ من الحزن والفرح، لكن طريقةَ تعاطينا مع الأحداث بروحٍ مطمئنة تجعلها تمرُّ مرَّ السُحُب لنواصل العمل على تحقيق ما نصبوا إليه، غير مبالين بمن حولنا من المحبِّطين الذين لا عمل لديهم سوى تثبيطِ عزائمنا على الدوام.
لقد عِشنا سنة مليئة بالإحباطات المتتالية، لكنها دون شكٍ كانت أفضلَ من السنةِ التي سبِقتها ولا ريب، وبالرغم مما عانيناه فيها من تفشي وباء وفراق، إلا أنَّ ذلك علَّمنا الكثيرَ من الدروس التي نحتاجُ إليها لنخطوَ بأقدامنا في عامنا الجديد بثقةٍ عالية في التغلبِ على الصعاب.
أهدافُنا القديمة التي رسمناها لأنفسنا على كشاكيلِ الأمل ولم تتحقق، سنبدأُ تحقيقها هذا العام، سنجتهدُ ونعمل ونُنفذ، ولن نؤجلَ عمل اليوم إلى الغد. سنَذرُ كل خصالنا الذميمةَ ونعملُ على تطوير ذواتنا لتعودَ كما كانت متسمةً بالخير والحبِ والسلام ونبذ العنف والطائفية والعنصرية والتطرف. سنكون هذا العام كما يحبُ الله، وسنحققُ الهدف الذي من أجله خُلِقنا في عامنا هذا وفي كلِ عام، مُتكلينَ على الله في تحقيق الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة. كلُ عام وأنتم بألفِ خيرٍ وعافية.