العدد 4826
الجمعة 31 ديسمبر 2021
banner
“عساك سعيد يا 2022م”
الجمعة 31 ديسمبر 2021

مع نهاية كل عام ميلادي يسعد الناس بقدوم العام الجديد، ليكون أفضل من غيره،  يسعدهم لا يشقيهم، يشفيهم لا يمرضهم، ويكون خاليا من الأوبئة والمجاعة، تنتهي فيه الحروب والنزاعات، ويعود اللاجئون إلى أوطانهم ويُعمرون ديارهم، ونحن على أهبة استقبال عام 2022م نتمنى ذلك وأكثر، إلا أن الأحلام والأمنيات شيء والواقع شيء آخر، وما يريده الإنسان ليس بعيد المنال، وليس مستحيلا، لكنه أمر صعب، وتحقيق ذلك يتطلب بدء مرحلة جديدة من العلاقات الإنسانية في كل المجالات الحياتية. 
وكل شيء ممكن أن تكون له نهاية لو أراد قادة العالم، ومن الممكن أن تنتهي المجاعة لو انتهى جشع الاحتكار وتوقف التضخم وانكمشت الأسعار، والشبع سيزيد لو تم التوزيع العادل للمنتجات الاقتصادية، والأوبئة ستنتهي تدريجيًا لو تكاتفت جميع سواعد البشر في تنظيف الأرض من الأمراض وتمت حماية المناخ والسيطرة على حرائق الغابات، وتخليص البشر من أدران المخدرات وزراعتها، ومن الممكن أن تنتهي الحروب لو توقفت مصانع إنتاج الأسلحة وتوقف توريدها للمتنازعين، واستبدالها بإنتاج الأغذية والأدوية وكُلُ ما يحتاجه الناس، ومن الممكن أن تنتهي الصراعات بين الدول والنزاعات بين الشعوب لو ساروا بالمسار الصائب الذي يُحقق السلام والنماء والرخاء، فهل سيكون عام 2022م عامًا يتحقق فيه للإنسان ما يُريد؟
وقبل أن يصل عام 2022م أعلنت العديد من الشركات الإنتاجية رفع أسعار منتجاتها، وخصوصا السلع الحياتية التي يحتاج إليها الإنسان، والمنتجون مستمرون في ذلك ولا يأبهون بأثر هذه الزيادات، هدفهم كهدف مصانع الأسلحة التي لا تهمها حياة الإنسان، إنما يسعدها تعاظم أرباحها.
كذب المنجمون ولو صدقوا، فهم يتنبئون بأن الأوبئة والمجاعة والحروب والتضخم أحداث مؤقتة، إلا أنها حالات تتراكم على الإنسان وتتزايد أوجاعه بسببها، والدول تتصارع اقتصاديًا، والضحية هو الإنسان الذي يكون وقودًا لهذا الصراع، فتفعل المشكلات من فقاعات ونقص في المعروض، وخفض في تدفق البضائع واضطراب في تسليمها.. إلخ، من أجل تنمية الأرباح وزيادة أوجاع الإنسان، فهل سيكون 2022م عامًا سعيدًا؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية