+A
A-

“الاتحاد العربي”: “ضوء 1” يساهم في حل اللغز الكبير لـ “أشعة جاما”

أكد نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، شوقي الدلال أن البحرين دخلت نادي الفضاء العالمي من أوسع أبوابه، حيث كان دخولها بقوة في هذا المجال لخدمة الإنسانية.
ورفع الدلال باسمه وباسم مجلس إدارة الجمعية الفلكية البحرينية ورئيسها وجميع أعضاء الجمعية بأسمى آيات التهاني إلى مقام جلالة الملك وولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وإلى جميع أعضاء الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على إطلاق ضوء 1، أول قمر اصطناعي بحريني مشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبذلك تنضم البحرين إلى نادي الفضاء العربي الذي يضم حتى الآن 11 دولة، وإلى نادي الفضاء العالمي الذي يضم نحو 76 دولة.
وبين مهمة “ضوء 1” ان القمر الاصطناعي يدرس إنبعاثات أشعة جاما الأرضية التي تتولد عادة في السحب الرعدية، وشرح أن أشعة جاما هي موجات كهرومغنطيسية متناهية الصغر (في حدود 1/100 بليون من المتر أو أصغر) مقارنة بموجات الراديو التي تقاس بالسنتيمترات وبالأمتار.
ويمكن التمييز بين نوعين من أشعة جاما، حيث الأولى أشعة جاما الكونية، وهي تنتج عادة من انفجار نجم وتقوضه ليصبح ثقبًا أسود أو من اصطدام النجوم النيوترونية، وهي أجرام مفرطة الكثافة ناتجة عن انفجار أعظم لنجم كبير الكتلة، وتبلغ طاقة أشعة جاما الكونية نحو 1044 إرغ، وهي طاقة هائلة. لو حدث ذلك في مجرتنا وكان في اتجاه الأرض، فسوف يسبب انقراض هائل لمملكة الحيوان والنبات.
أما أشعة جاما التي يقوم بدراستها ضوء 1، فهي تتولد في السحب الرعدية في الغلاف الجوي الأرضي، ولها طاقة كبيرة، ولكنها لا تقارن بطاقة المصادر الكونية. 
وكان اكتشاف دفقات أشعة جاما الأرضية مفاجأة للعلماء في مطلع التسعينات.
وكانت التقديرات الأولية لعدد دفقات أشعة جاما نحو 50 دفقة يوميًا، ثم ارتفع مستوى التقديرات إلى 500 دفقة/اليوم، وازدادت هذه التقديرات مؤخرًا.
وتطرق الدلال إلى طريقة تولد تدفقات أشعة جاما في السحب الرعدية، حيث يجمع العلماء على أنها ناتجة عن تولد مجال كهربائي فائق القوة يقوم بتسريع الإلكترونات إلى سرعات قريبة من سرعة الضوء واصطدامها بنوى الذرات في الغلاف الجوي.
ووجد توافق بين ظاهرة البرق ودفقات أشعة جاما في السحب الرعدية. فقد ثبت أن هذه الدفقات تحدث بعد نحو 1.5 مليثانية من انبثاق البرق.
وموضوع أشعة جاما الرعدية هو موضوع مفتوح وهناك العديد من النماذج الفيزيائية التي تحاول تفسيره.
فيبلغ عدد انبثاقات البرق في جميع أنحاء الكرة الأرضية يوميا نحو 2-3 مليون، بينما لا نرصد سوى 500 أو أكثر قليلاً من دفقات أشعة جاما يوميًا، هذا يدل على أنه ليس من المؤكد أن كل حادثة برق يعقبها دفقات لأشعة جاما.
من جهة أخرى، توجد عدَّة نماذج للمناطق من السحب الرعدية التي تتولد فيها دفقات أشعة جاما، من الدول التي اهتمت بهذه الظاهرة هي اليابان، فهي من بين أكثر الدول تأثرًا بهذه الظاهرة.  
ويجيب الخبير عن أهمية برنامج الفضاء البحريني قائلاً إنه عندما ننظر إلى المستقبل نرى أن العنصر البشري هو اللبنة الأساس في تطوير البرنامج والرقي به إلى مصاف برامج الفضاء العالمية المتقدمة. ولتحقيق هذا الغرض يتعين أن يكون موضوع علوم الفضاء والفيزياء الفلكية ضمن برامجنا الدراسية على مستوى البكالوريوس والماجستير كمرحلة أولى، مما يسهم في إعداد كوادر بحرينية متخصصة. 
ومضى بالقول إن الخبرات العربية تكمل بعضها، وتوجد خبرات حقيقية في البلاد العربية في مجال الفضاء؛ لذا يعد التعاون مع الدول العربية تحت مظلة وكالة فضاء عربية من الأسس التي سوف تسهم في الارتقاء ببرنامج الفضاء البحريني.   
وأثنى الدلال على التعاون المشترك بين الدول العربية في برنامج الفضاء، داعياً إلى تأسيس وكالة فضاء عربية تمثل انطلاقة لدور عربي أكبر في برامج الفضاء العالمية.