سألت زميلي الذي تقدم لوظيفة شاغرة وحضر المقابلة الشخصية، سألته عن توقعاته في الحصول على تلك الوظيفة. أجابني بابتسامة باهتة: ليتني لم أحضر تلك المقابلة!. لقد كشفت وبمحض إرادتي أوراقي أمام الآخرين. كنت قبل حضور المقابلة في نظر البعض ذلك الخبير المحترف الذي يفاخر بمؤهلاته وخبراته العملية التي تربو عن العشرين عامًا و ... قاطعته متسائلاً:
 ما الذي حدث؟ وبذات نبرة الصوت الخافتة، قال: ليتني لم أتقدم لتلك الوظيفة. أتدري ماذا حصل لي؟ سأخبرك بكل ما حدث. فبعد مغادرتي غرفة المقابلة جاءني مسؤول الموارد البشرية وهمس لي، قائلاً: يؤسفني أن أنقل لك رأي فريق المقابلة الشخصية. هم يرون أن خبراتك العملية قد تآكل بعض مكوناتها بعد أن أصابها الصدأ. بل إن بعضهم وصف تلك الخبرة بأنها خبرة سنة واحدة مكررة 20 مرة وهذا ما يطلق عليه باللغة الانجليزية carbon experience. 
 تابع الزميل: في الحقيقة أصبت بإحباط شديد. لم أكن أتوقع هذا التقييم لمؤهلاتي وخبراتي. لكي أكون معك صريحًا كنت تائهًا ومرتبكًا وصامتًا في بعض الأحايين أمام أسئلة الفريق الدقيقة. كانوا يتحدثون معي بلغة مهنية غير مألوفة لدي. أستذكر تعليق أحدهم وأنا أترك غرفة المقابلة قائلاً: خبراته ومؤهلاته في حاجة إلى ترميم فقد تآكل بعض مكوناتها.!!
 في هذا السياق يقول عالم الإدارة توم ردل: ’’ركز على مهارات جديدة ذات قيمة لوظيفتك لا على مجرد البقاء فيها دون أن تتعلم شيئًا. يجب أن تزداد رغبتك في تطوير نفسك. إن مفتاح التطوير الذاتي هو أن تبقى قابلاً للتعلم والتدريب‘‘. انتهى. دعنا سيدي القارئ نسأل أنفسنا:
 متى قرأت آخر بحث أو مقالة في مجال تخصصي المهني؟ متى حضرت آخر دورة تدريبية؟ ماذا تعلمت من تجارب وقصص نجاح الآخرين؟ هل أنا عضو فاعل في منظمات مهنية وعلى اطلاع بالتجارب والممارسات الإدارية في بيئات عمل أكثر تطورًا؟ ما رأيك سيدي القارئ فيما حصل للزميل؟.