العدد 4832
الخميس 06 يناير 2022
banner
هروب الخدم.. مافيا منظمة تعمل مثل البوصلة المغناطيسية
الخميس 06 يناير 2022

الحديث عن انعكاس مشاكل أخطار هروب الخدم من البيوت طويل، وبين فترة وأخرى أستمع إلى أحاديث عديدة من الأصدقاء عن تلك المشاكل إلى أن شاهدت القضية على نحو كامل بأم عيني وكأنني أشاهد فيلما سينيمائيا للمخرج الأميركي دونالد سيجل.
بتاريخ 21 ديسمبر وتحديدا في تمام الساعة الثانية والنصف فجرا كنت عائدا من المطار قادما من رحلة عمل، وقبل وصولي إلى باب البيت لمحت وافدا أفريقيا يختبئ في زاوية قريبة من نافذة جاري، أوقفت السيارة وصرخت فيه كأي جار يعرف طبيعة مجتمعنا، وما إن سمعني حتى هرب راكضا واختفى في غمضة عين، وعرفت بعدها أنه كان يستهدف خادمة جاري الأفريقية.
في صباح اليوم التالي أخبرت الجار بالقصة، وقال إنه سيتابع تحركاتها وبعد عدة أيام وصدفة سألته عن التطورات، فقال لي “لقد هربت الخادمة من المنزل.. اتصلت فيها وأخبرتني بعدم رغبتها في العودة”، وبعد عملية شاقة من جولات الحديث عرفت من الجار أنها “فري فيزا”، بمعنى.. أنهم لا يعرفون ولا يلمون كثيرا بجوانب حياتها، فهي كاللوحة الصامتة أو الغواصة التي لا تكتشفها السفن.
النائب هشام العشيري قال “إن مشكلة هروب العمالة المنزلية تقف خلفها مافيا منظمة، مشيرا إلى تنصل مكاتب الاستقدام من واجباتها، فنرى أن العاملات يتم تحويلهن لكفالة آخرين أمام مرأى ومسمع المواطن الذي يتكبد الكثير لاستقدام الخادمة”.
نعم.. هناك مافيا منظمة تعمل مثل البوصلة المغناطيسية، ومن المؤكد أن الوافد الأفريقي الذي شاهدته أمام بيت جاري وجه من وجوهها وفقا لتفاصيل ما حدث، كما أن كل الأنباء والتقارير تشير إلى هروب العمالة المنزلية أمام أعين وأبصار المواطن الذي كتب عليه أن يسقط بين الحين والآخر ضحية مكاتب الاستقدام، وكما أكد رئيس جمعية الحقوقيين البحرينية عبدالجبار الطيب في خبر نشرته “البلاد” في مايو الماضي “أن مشكلة هروب الخدم موجودة، والجهود المشكورة لم تتمكن إلى الآن من إيجاد حل لهذه المشكلة والمواطن يعاني.. لدي ثلاث خدم هربن واكتشفت أنهن يعملن في بيوت دعارة إلى أن تم تسفيرهن خارج البلاد”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .