+A
A-

رغم إعلان الانسحاب.. قوات وعتاد كبير لأميركا في العراق

كان من المنتظر أن يتقلّص عدد الجنود الأميركيين في العراق مع نهاية العام 2021 إلى ما دون 1000 جندي، ليترافق ذلك مع انتقال مهمة الأميركيين من محاربة داعش إلى تدريب القوات العراقية، لكن الأمر لم يحدث وما زال الأميركيون يحتفظون بـ 2500 جندي على الأراضي العراقية.

كشف هذا الرقم المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في لقاء مع الصحافيين بعيداً عن الكاميرات يوم الأربعاء 4 يناير، كما كرر أكثر من مرة في إجاباته على الصحافيين، أن القادة العسكريين لديهم مطلق الصلاحية لاستعمال إمكانياتهم في الدفاع عن الجنود والمواقع التي ينتشرون فيها.

الدفاعات أميركية

وفي السياق، أفادت معلومات خاصة بـ "العربية" و"الحدث" بأن الأميركيين اتفقوا مع السلطات العراقية على توزيع مهمات الحماية، بحيث يتسلّم الجيش العراقي حماية مداخل القواعد العسكرية والتأكد من هوية الأشخاص الذين يدخلون إلى الثكنات العسكرية، كما يلتزمون بحماية الأميركيين الموجودين هناك بحسب الاتفاقيات المعقودة بين الطرفين أواخر العام الماضي.

كما احتفظ الأميركيون بقدرات دفاعية متطورة مثل شبكات سي رام ومنظومات عالية التقنية لرصد أية تحركات معادية أو أية استعدادات لمهاجمة هذه المواقع العراقية حيث ينتشر الأميركيون.

وقد أثبتت هذه الاحتياطات نفعها خلال الأيام الماضية، فالميليشيات الموالية لإيران كررت محاولات الهجوم على الأميركيين في العراق وسوريا، لكن الأخيرة تمكنت من ضرب مواقع، كانت الميليشيات تقيمها لشنّ الهجمات.

كما تمكنت تلك القواعد الأميركية من إسقاط المسيرات التي وجّهتها الميليشيات ضد الأميركيين ودمّرتها.

تصاعد العمليات

إلى ذلك، أشارت مصادر العربية والحدث إلى أن العسكريين الأميركيين قلقين جداً من تصاعد العمليات ضدهم في العراق وسوريا أياً كانت الأسباب الكامنة لدى الميليشيات. وبرأيهم لا يمكن الاطمئنان مئة في المئة وفي كل وقت إلى فاعلية المنظومات الدفاعية، ويكفي أن يصاب الجنود مرة واحدة، أو أن تقع أضرار حقيقية خلال هجوم من قبل هذه العناصر المؤيدة لإيران، حتى تدخل الولايات المتحدة في أزمة حقيقية مع هذه الفصائل الولائية ومع إيران.

وفي حين لم يؤكد الأميركيون صراحة ساعة ومضمون الرسائل التي أوصلتها الولايات المتحدة إلى الميلشيات الموالية لطهران أو لإيران مباشرة حول هذه الهجمات وضرورة وقفها، إلا أن مصادر العربية والحدث في واشنطن لم تنف أن الحكومة الأميركية أوصلت فعلا هذه الرسائل.

المنافسة الإيرانية الأميركية

كما أشار أحد الأشخاص المطلعين على تلك الاتصالات إلى أن الجنرال فرانك ماكنزي قائد المنطقة المركزية تحدث عن هذه المسألة بالقول إن ايران تريد فرض نفوذها وسيطرتها وتريد رؤية الأميركيين وقد غادروا، لكن مهمة القيادة المركزية هي العمل مع الأصدقاء والشركاء على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وحماية المصالح الأميركية.

كما أضاف "إذا كان هناك تعارض بين ما تريده إيران وما تعمل عليه الولايات المتحدة، فواسنطن لن تخضع للضغوطات الإيرانية وليست بوارد هذا الخضوع" بحسب التصريحات غير الرسمية الأميركية".

الثقة بالشركاء

ولا بد من الإشارة إلىأن هناك عامل أساسي يتحكّم بحضور الأميركيين في العراق وسوريا، وهو الثقة التي يشعرزن بها تجاه شركائهم المحليين، فالقوات الأميركية لديها ثقة عالية بالجيش العراقي الذي أعادت بناءه منذ العام 2015 على عكس ما حصل في أفغانستان، حيث وصل الأميركيون باكرا إلى قناعة أن الجيش الأفغاني سينهار وإن بعد حين.

بالإضافة إلى ذلك، يشعر الأميركيون أن حضورهم إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية في شمال شرق سوريا ضروري جداً للتأكد من السيطرة على آلاف الإرهابيين من داعش المحاصرين داخل المخيمات، خصوصاً مخيم الهول، كما يرون بالأهمية القصوى لمنطقة التنف التي تمتد من الحدود الأردنية السورية شمالاً باتجاه الطريق الرابط بين بغداد ودمشق.

وفي السايق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الميجور روبرت لودويك لـ العربية والحدث "مع أنها تراجعت، لكن داعش ما زالت خطراً"

كما أضاف "أن الولايات المتحدة ستبقي على الحضور العسكري في شمال شرق سوريا وفي محيط التنف في جنوب شرق سوريا لضمان هزيمة داعش" .

وأكد "أن الولايات المتحدة وقوات التحالف تتابع العمل مع الشركاء ومن خلالهم وعبرهم بمن فيهم قوات سوريا الديموقراطية لتحقيق هذه المهمة".

جنود وعتاد أميركي

عادة ما يثير الإيرانيون قلق أصدقاء الولايات المتحدة بالإشارة إلى تراجع الحضور العسكري الأميركي في منطقة القيادة المركزية، ومع بداية العام 2022 تبدو إدارة جوزيف بايدن والقيادة المركزية في موقع المتشدد أو أقله الملتزم.

وفي السياق، لفتت مصادر العربية والحدث في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن وجود حاملة طائرات في منطقة ما يؤشّر على تصاعد في الحضور الأميركي، لكن الولايات المتحدة سحبت حاملة الطائرات من المنطقة كما سحبت القاذفات الاستراتيجية من نوع بي 52 من قاعدة العديد، إلا أنها أرست في المقابل أكثر من سرب من طائرات إف 18 إلى المنطقة، وحافظت على قوات بحرية كافية في المنطقة بالإضافة إلى ما يقارب 70 ألف جندي أميركي مع عتادهم وهذا يكفي لمواجهة التهديدات والاضطرابات.