العدد 4834
السبت 08 يناير 2022
banner
هل أنت قناص أم رامي مدفعية؟
السبت 08 يناير 2022

يشترك القناص ورامي المدفعية في السعي لتحقيق الأهداف والفوز بالغنائم، ويختلفان في طريقة تحقيق ذلك، فالأول يدرك تماما أنه يحتاج إلى مهارات خاصة وتدريب جيد، ثم يصوب على هدفه بهدوء ودقة، ويناله كاملا برصاصة صغيرة وأقل قدر من التكلفة، أما الآخر فيحتاج إلى إطلاق قذائف كبيرة وكثيرة مكلفة تجاه هدف لا يراه، محدثا بذلك ضجة كبيرة، ومستهلكاً كثيرا من الموارد، على أمل تحقيق الأهداف الكبيرة والبعيدة.
هذا هو الفرق تماماً بين طرق التسويق الحديثة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي (القناص)، والطرق التقليدية التي تقوم على الحملات الإعلانية الضخمة والإنفاق الكبير تجاه جمهور غير محدد بهدف الحصول على أكبر شريحة منه (رامي المدفعية).
وفي الأمتار الأخيرة من السباق مع جائحة كورونا، أصبح من الضروري على المؤسسات التجارية رفع جاهزية التسويق والاستعداد للتغير الذي حصل في اتجاهات السوق وعادات المستهلكين. ومع ضرورة زيادة المبيعات وخفض النفقات في الوقت ذاته، تصبح طريقة عمل القناص أكثر ملاءمة وجدوى.
ففي السابق كان تركيز الشركات على نشر إعلاناتها وخدماتها لأكبر شريحة ممكنة من العملاء، لكن في هذا العام تتجه الشركات الناجحة لبناء هويات تجارية أكثر فعالية مع سرد قصص أكثر إقناعا للعميل المستهدف، سيتطلب التسويق في 2022 إلى رواد أعمال أكثر قدرة على تحمل المخاطر والاستماع باهتمام أكبر للعملاء خاصة عبر الإنترنت والاستثمار في العلامة التجارية بشكل غير مسبوق، فالتسويق الفعال يتطلب تفكيرًا طويل المدى ومكاسب سريعة وقصيرة المدى، لهذا السبب فإن القصص الفعالة ستكون على قدر أكبر من الأهمية لنجاح التسويق.
على رأس قائمة الاستراتيجيات التسويقية في هذا العام هو التسويق بالفيديو، فقد أعلنت شركة جوجل بأن اليوتيوب مستخدم من فئة الشباب أكثر من أي موقع آخر، كما صرحت شركة ميتا (فيسبوك سابقاً) بأن مشاركات الفيديو تتلقى مشاركة أكبر ست مرات من المنشورات الأخرى بينما في تويتر الزيادة في مشاهدات الفيديو وصلت لأكثر من 160 % ، هذا يعني أن الشركات التي لا تهتم بالفيديو في استراتيجياتها فإنها تفقد فرصة كبيرة للوصول لعملائها المستهدفين وبناء الثقة معهم.
في السنوات القليلة الماضية تطورت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير. كما ازدادت أعداد المستخدمين، وأصبح البيع المباشر التقليدي من خلال إعلانات المنتجات على هذه المنصات شبه مستحيل، فالمستخدم يبحث عن محتوى يعتمد على سرد القصة بدل شرح المنتج، ومنها أصبح من الواجب على الشركات الاهتمام أكثر بصناعة المحتوى وتغيير طريقة تعاطيهم مع منصات السوشيل ميديا، فهي ليست كتالوج لعرض المنتجات، على الشركات الاهتمام ببناء محتوى جيد للوصول للمصداقية عند الجمهور، مما يؤدي للحصول على عملاء مستهدفين جدد، ومن المحتمل أن يكونوا عملاء دائمين، من جانب آخر، إذا قدمت الشركة محتوى ضعيف منخفض الجودة، فمن الوارد جداً أن يفقد الجمهور الثقة في الشركة تماماً، وانتقالهم لشركات تهتم أكثر بمحتواها.
في 2022 لا يبحث العملاء عن منتجات، فالعميل أصبح أذكى من أي وقت وأصبح يبحث عما يلبي احتياجاته.
نصيحة لرواد الأعمال في الشركات الصغرى
التسويق اليوم لا يعتمد فقط على ضخ أموال ضخمة، بميزانيات بسيطة من الممكن جدا للشركات الصغيرة تحقيق ملايين الدولارات سنويا، إذا ما تمت معرفة آليات التسويق الصحيحة عبر الإنترنت، وأساليب التجارة الإلكترونية، فإن لم تملك هذه المهارات فتأكد أنك تستثمر في التدريب أو الاستعانة بخبير في هذه المجالات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية