+A
A-

أزمة سلاسل الإمداد والتوريد العالمية.. هل انتهى الأسوأ؟

يمكن لتجار التجزئة أن يتنفسوا الصعداء بعد أن انتهت عطلة عيد الميلاد، متوجين شهورًا من التخطيط الشاق للحفاظ على الرفوف ممتلئة خلال فترة التسوق المزدحمة، لكنها قد لا تكون فترة راحة كبيرة. فقد كشف مؤشر جديد من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يتتبع الضغط على سلاسل التوريد العالمية، عن انخفاض طفيف بين أكتوبر ونوفمبر الماضيين. وقال باحثو بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك هذا الأسبوع: “يبدو أن المؤشر يشير إلى أن ضغوط سلسلة التوريد العالمية، رغم أنها لا تزال مرتفعة تاريخيا، قد بلغت ذروتها وقد تبدأ في الاعتدال إلى حد ما في المستقبل”.
لكن المحللين الذين يتطلعون إلى عام 2022 ليسوا مقتنعين بأن الظروف ستتحسن بشكل ملموس. ويرون أن تأثير متغير أوميكرون شديد العدوى لم يتحقق بالكامل، خاصة أن بعض البلدان في آسيا تحاول قمع تفشي فيروس كورونا. وتسببت الإصابات القياسية في حدوث نقص في العمال في الموانئ ومراكز النقل الأخرى، بينما تؤثر سياسات “صفر كوفيد” على المصنعين الذين كانوا يائسين لإبقاء الإنتاج على المسار الصحيح بعد زيادة الطلب على السلع.
يقول مدير المنتجات البحثية في شركة “دريوري” الاستشارية مارتن ديكسون: “إننا نشهد بالفعل نقصًا في العمالة عبر سلسلة التوريد”.
واضطر صانعو الرقائق “سامسونغ” و”ميكرون” إلى تعديل العمليات في مدينة شيان الصينية، وهي مركز صناعي يخضع لإغلاق صارم منذ 23 ديسمبر.
وقال كبير الباحثين في مجموعة “فريتوس”، جوداه ليفين، إن أسعار الشحن للحاويات التي يبلغ طولها 40 قدمًا من آسيا إلى الساحل الغربي لأميركا الشمالية انخفضت بنحو 25 % في نوفمبر مع انتهاء موسم الذروة وظلت ثابتة لبعض الوقت. لكن عادت الأسعار إلى الارتفاع مرة أخرى قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في فبراير المقبل، حيث تقوم الدول المستهلكة مثل الولايات المتحدة بتخزين العناصر قبل إغلاق المصانع في الصين. وقد ارتفعت تكلفة إرسال حاوية 40 قدمًا من شنغهاي إلى لوس أنجلوس بنسبة 3 % هذا الأسبوع إلى 10221 دولار.
لكن لا يعتقد “ليفين”، أن المعدلات ستعود إلى مستويات موسم الذروة. ومع ذلك، فهو يعتقد أنها ستبقى مرتفعة “طالما ظل الطلب قويًا واستمرت الموانئ في مواجهة الازدحام”.
وقال: “هذه العوامل لن تهدأ إلا عندما يكون هناك انخفاض في إنفاق المستهلكين على السلع، والتي لا تبدو وشيكة، خاصة مع زيادة حدة الإصابات بالمتحور الجديد أوميكرون”. ويعمل تجار التجزئة أيضًا بجد لإعادة بناء المخزونات المستنفدة، مما يؤدي إلى زيادة الطلبات.
ويرى “ليفين” أن “عودة الأوضاع إلى طبيعتها الحقيقية ستحدث ببطء، وعلى الأرجح ستكون خلال عام 2023”.
وكشفت شبكة “سي إن إن”، أن الاعتدال الطفيف في التكاليف اعتبارًا من الخريف الماضي لن يجعل الحياة أسهل بكثير بالنسبة للشركات عبر سلسلة التوريد. وقالت شركة الأثاث العملاقة “إيكيا”، في بيان حديث، إنها سترفع الأسعار في متاجرها بمتوسط 9 % في عام 2022 للمساعدة في تعويض التكاليف المرتفعة، بما في ذلك تكاليف النقل.
وأشارت بعض شركات صناعة السيارات إلى أنها لا تتوقع أن تكون قادرة على زيادة الإنتاج في النصف الأول من هذا العام بسبب النقص المستمر في رقائق الكمبيوتر. وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة “دايملر” المصنعة لسيارات “مرسيدس بنز”، ماركوس شيفر، إن “ندرة الرقائق سترافقنا أيضًا في عام 2022، لا سيما في النصف الأول.. لا نتوقع زيادات كبيرة في الطاقة الإنتاجية في النصف الأول من العام”.