في تصريح مطمئن ومقلق بآن واحد، أكد مسؤول في منظمة الصحة العالمية أن مزيدا من الأدلة تظهر أن سلالة أوميكرون المتحورة من كورونا تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتسبب أعراضا أخف من المتحورات السابقة التي يمكن أن تسبب التهابا رئويًا حادًا، وذلك بناء على المزيد والمزيد من الدراسات المتخصصة، وهذا هو الجانب المطمئن ولاسيما في ظل الهجمة الشرسة لمتحور أوميكرون والوتيرة المرتفعة غير المسبوقة من الإصابات بالفيروس في معظم دول العالم.
أما المقلق في الأمر فهو تأكيد المسؤول الأممي أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان أوميكرون سيحتاج إلى لقاح خاص، وأن مثل هذا القرار يحتاج إلى تنسيق عالمي ولا يجب أن يتخذه القطاع التجاري وحده.
تصريح مسؤول منظمة الصحة العالمية جاء في وقت تتسابق فيه شركات عالمية للترويج لأدوية ولقاحات جديدة أكثر فعالية ضد فيروس كورونا ومتحوراته المستقبلية، رغم تأكيداتها السابقة أن اللقاحات التي أنتجتها وطورتها فعالة ضد أوميكرون وغيره، بل هناك من أعلن عن “لقاح عالمي” يوفر الحماية من متحورات كوفيد - 19 ومن فيروسات كورونا المستقبلية، في ظل تباين الدراسات المتخصصة ما بين مؤيدة لفعالية اللقاحات الحالية، وأخرى توصي بضرورة البحث عن لقاحات جديدة ومحذرة من متحورات قادمة أكثر خطورة من أوميكرون، وما بين هذا وذاك تزداد حيرة الناس وقلقهم وخوفهم، وتستدعي الحاجة لجهود أكبر من قبل الدول لإقناع شعوبها.
هواجس هذا البعد التجاري في هذه الجائحة الصحية الكونية سيتطلب جهودًا أكبر من الدول لمعالجته وإزالته، لاسيما أنه أدى إلى تخوف البعض وترددهم وبطء استجابتهم وتفاعلهم مع معطيات الجائحة ومستلزماتها منذ بدايتها وإلى الآن، إذ لم تتولد لديهم القناعة الكافية على سبيل المثال بجدوى التطعيم ضد فيروس كورونا، ما دفع عددا من الدول المتقدمة إلى جعل التطعيم إجباريًا.
هي جائحة عالمية أصابت البشرية كلها، والجميع يدرك أن تخلف أية دولة عن ركب المواجهة سيحدث خللا وسيعرقل جهود تجاوزها، لذا لابد من التنسيق، بل والتعاضد بين دول العالم.