العدد 4835
الأحد 09 يناير 2022
banner
المجاملة العلمية
الأحد 09 يناير 2022

هل توجد في العلم مجاملة أو محاباة في غير محلها؟ الكل يعلم أن العلوم قائمة على الدلالات والفرضيات وأساليب الإثبات والنفي، لكن هل هناك محاباة علمية؟ الإجابة نعم، وفي الأصل هي من أسس الترغيب وتحبيب العلوم لدى طالبي العلم، ودعوني أشرح مثالا بسيطا عن المجاملة العلمية من خلال هذه السطور في مقالي المتواضع هذا، حيث أصادف كل عام الكثير من الطلبة المجتهدين، لكنهم يفتقرون المهارة، فتجدهم من أوائل الحضور، وملتزمين بتقديم الواجبات في مواعيدها، ويتفاعلون في أوقات الاستفسارات، لكنهم لا يمتلكون المؤهلات في تحقيق أعلى درجة في مقرر ما، كأن تكون لا تمتلك الصوت وطريقة الأداء وهي من أهم المقومات التي نعتمد عليها في تقييم مقررات الإذاعة والتلفزيون خصوصا، والأكيد أنها أحد مفاتيح النجاح في ذلك التخصص.
الحقيقة أن سجل الطالب وسلوكه في رغبته الدائمة في التعلم والتزامه بمواعيد تقديم الواجبات، كلها أمور تشفع له وتجعلنا نحابيه علميا رغبة منا في أن يكتسب مهاراته الأخرى من خلال المران والممارسة، وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من مهارات الإعلام هي هبات وملكات إلهية، إلا أن آخر الدراسات أكدت أن الممارسة تصنع فارقا كبيرا في التعلم والوصول إلى نفس النتائج التي قد يصل لها الأشخاص الموهوبون، لذلك دائما أحب أن ألقي هذه العبارة على مسامع الطلبة والطالبات، الموهبة وحدها غير كافية والدراسة وحدها غير كافية، لكن الدراسة مع الممارسة ستكون في أوجها وأكثرها تألقا، خصوصا إن كان الطالب موهوبا في أساسه.
أساليب الترغيب في العلوم لا تنتهي، وهي مهمة في صنع جيل جاد يرغب في الوصول إلى المعلومات وتعلمها وامتهان العلم بدلا من توافه الأمور، وقليل من المحاباة والمساعدة يفتح المجال ويلغي الأفكار المعيقة لإبداع الطلبة والطالبات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية