+A
A-

3 اجتماعات بـ 3 دول حول أوكرانيا.. تخوفات من "سيناريو يالطا"

تشهد الأيام الأربعة المقبلة اجتماعات ومحادثات مكوكية تجري في ثلاثة دول تعد روسيا طرفا رئيسيا فيها ضمن محاولات تهدئة التوترات بشأن أوكرانيا وسط تخوفات من توغل روسي قريب يشعل الأزمة.

ومن المقرر إجراء مفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن المقترحات الروسية حول الضمانات الأمنية، الإثنين، في جنيف، وسيعقد اجتماع آخر لمجلس روسيا والناتو في بروكسل الأربعاء، ثم تجري محادثات بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا الخميس.

وتطالب روسيا بضمانات أمنية، من شأنها منع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من التوسع شرقًا إلى المناطق التي يعتبرها الكرملين ضمن مجال نفوذه، فيما تلتقي مع أعضاء حلف الأطلسي (الناتو) في أول اجتماع من نوعه منذ يوليو 2019.

تطورات خطيرة

الأكاديمي المختص بالشأن الدولي طارق فهمي، قال: "نحن أمام تطور خطير، مساحة التوتر تزيد بين الغرب وروسيا، وهناك تحركات بريطانية بإرسال قوات، والإدارة الأميركية عاجزة عن اتخاذ إجراءات في هذا الإطار، وبالتالي كل السيناريوهات واردة".

وأكد فهمي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" على أن روسيا "لن تقدم أي تنازلات، والسيناريو الذي تم في شبه جزيرة القرم قد يتكرر، وحشود القوات على الحدود قد تؤدي إلى عسكرة الأزمة.. والحل العسكري يستبق أي خيار سياسي".

وتابع: "من المتوقع أن تشهد العلاقات الروسية الغربية مزيدا من المناكفات والضغوط، الهدف منها محاولة أن يكون هناك موقف سياسي أو عسكري نتيجة لما يجري، لكن في كل الأحوال، فالسيناريوهات مفتوحة على كافة الاحتمالات".

حل دبلوماسي أو رد قوي

وأكدت واشنطن على أن الحل الدبلوماسي بشأن أوكرانيا مع روسيا ممكن حال اختارت الأخيرة هذا المسار لاحتواء الأزمة الأوكرانية.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي بواشنطن: "نحن مستعدون للرد بقوة على اعتداء روسي جديد. لكن حلا دبلوماسيا لا يزال ممكنا ومفضّلا إذا اختارت روسيا هذا المسار".

وأضاف أن "روسيا تطلب الآن أن توقّع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) معاهدات لسحب قوات الناتو المتمركزة على أراضي الحلفاء في وسط وشرق أوروبا ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، وتريد إشراكنا في نقاش حول الناتو بدلاً من التركيز على الموضوع الساخن وهو عدوانها على أوكرانيا".

وأشار إلى أنه يظن أن ذلك حتمًا جزء من استراتيجيتهم لتقديم لائحة بالمطالب غير المقبولة تمامًا ثم التظاهر بأن الجانب الآخر لا يحذو حذوهم واستخدام ذلك مبررا للعدوان".

وحذر بلينكن من احتمال أن "تكون موسكو في صدد التحضير لاستفزاز أو حادث ثم تستخدمه لتبرير التدخل العسكري، على أمل أن يكون قد فات الأوان عندما يدرك العالم حيلتها".

سيكون له ثمن باهظ

والجمعة، حذر وزراء خارجية الناتو موسكو من أنها "ستدفع ثمنا باهظا حال التدخل في أوكرانيا أو التوغل داخل أراضيها"، وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن "الناتو لن يتخلى عن أي من مبادئه الأساسية خلال المحادثات مع الجانب الروسي".

وأضاف ستولتنبرغ، في تصريحات صحفية، أن "الولايات المتحدة تتشاور مع أوروبا فيما يتعلق بعقد مباحثات ثنائية مع روسيا"، مشيرا إلى أن "الحشود الروسية لا تزال موجودة على الحدود الأوكرانية" و"يجب أن نكون مستعدين لفشل الدبلوماسية".

وشدد على أن "أوكرانيا دولة حرة ذات سيادة ولديها الحق في الدفاع عن نفسها وسنساعدها على ذلك"، محذرا من "خطر فعلي للنزاع في أوكرانيا"، مؤكدا أنه "لا حل للأزمة بدون أوروبا".

واستطرد الأمين العام لحلف "الناتو": "سنتفاوض مع روسيا بحسن نية وسنفعل ما بوسعنا لمنعها من اتخاذ خطوات عسكرية تجاه أوكرانيا"، مؤكدا على أنه "ستكون هناك عواقب على روسيا إذا قررت اللجوء لعمل عسكري ضد أوكرانيا".

وشددت البعثة الأميركية للناتو على أن "وزراء خارجية الحلف أكدوا موقفهم الموحد تجاه "اعتداءات" روسيا على أوكرانيا".

وقالت البعثة، بعد اجتماع عبر الفيديو لوزراء خارجية الحلف، إن "الحلفاء الثلاثين بحلف الأطلسي متحدون ضد أي عمل عسكري روسي في أوكرانيا".

سيناريو "يالطا"

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن "روسيا تحاول تجاوز الاتحاد الأوروبي من خلال إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة حول أوكرانيا".

وأضاف لو دريان، في تصريحات تلفزيونية، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يريد تخطي الاتحاد الأوروبي، ويريد إحداث ثغرات في ترابط الاتحاد الأوروبي الذي يزداد قوة، ولا يمكن تصور أمن الاتحاد الأوروبي بغير الأوروبيين".

وتابع: "بوتن اقترح نوعا من العودة إلى مناطق النفوذ التي كانت في الماضي.. وهو ما يعني أن تستعيد روسيا روح يالطا"، وذلك في إشارة إلى المؤتمر الذي عقده الحلفاء في الحرب العالمية الثانية (فبراير 1945) والذي أتاح للاتحاد السوفيتي السابق السيطرة على دول الجوار في شرق أوروبا.