الخطاب الديني ليس مجرد كلمات وعبارات تُلقى، بل هو رسالة ذات مضمون فكري واجتماعي وديني، ذات أهداف وغايات ودلالات مؤثرة على الفكر الإنساني، وهو من أدوات الارتقاء بالمجتمع وتعزيز أمنه وتشييد استقراره. وتجديد وانطلاقة هذا الخطاب لابد أن تتناغم مع متغيرات العصر وما يتطلبه دون أن ينال من الثوابت الدينية، ويتمتع الخطاب الديني المعتدل بتعزيز قيّم التسامح والتعايش، ونبذً العُنف والكراهية والتطرف، فهو قادر على ترسيخً ثقافة الحوار مع الآخر وقبوله إنسانيًا، ليصبح بذلك سلوكًا مجتمعيا ومن أسس تنمية المجتمع.
ويتجلى الخطاب الديني فيما يُقدمه من آراء فكرية وتوجهات تتوافق مع روحية الدين وسمو تعاليمه، وبطرح قضايا ملتصقة بحياة الإنسان اليومية، والتعامل مع المجتمع بروح إنسانية وثقافية منفتحة على المعارف والثقافات الأخرى، فالخطاب الديني المتجدد لابد أن يتواكب مع التطورات الإيجابية ليكون قادرًا على تحقيق التغيير الذي تصبو إليه الأمة وأفرادها، والتغيير المجتمعي لا يتحقق إلا بترسيخ ثقافة التغيير لدى الأفراد ويأتي في مقدمة ذلك تغيير عقول الأفراد لاستنارتها بما يُحقق لهم ولمجتمعهم السلام والعدالة والتنمية، والعمل ضد كل ما يؤدي إلى دماره فكريًا واجتماعيًا ودينيًا. 
من مرامي الخطاب الديني النظر إلى المستقبل الإنساني بفكرٍ منفتح وعقلٍ نير ليتكيف مع متطلبات العصر برؤية ثاقبة للمستقبل، فنحن بحاجة إلى ثقافة خطاب واعية متجددة وقادرة على التغيير دون تلاعب بمشاعر الإنسان ودون أن يخدم أهداف ومآرب توجهات معينة سواء كانت سياسية أو دينية، بل تخدم الإنسان ومجتمعه، وأن يساهم في تهدئة ما يتعرض له المجتمع من الأزمات، وإبعاد المجتمع وأفراده عن حالات القلق والتوتر، ويكون متوافقًا مع حرية الرأي والتعبير.
يحتاج الخطاب الديني إلى إعلام متسامح، يعمل على نشر المفاهيم الإنسانية والدينية المشتركة بين بني البشر، يتحقق من خلاله تسامي المجتمع البشري وعُلو قيمته الأخلاقية، ويرتبط الإعلام بعلاقة مهمة مع الخطاب الديني، فالإعلام يقوم بنشر هذا الخطاب للناس، وبذِكر أهميته ودوره المجتمعي والإنساني، وبتوضيح أثره وتأثيره وفاعليته للناس، ويحث على توظيف هذا الخطاب لخدمة الأهداف الإنسانية والمجتمعية، فالإعلام وخصوصا الصحافة تسعى جاهدة لتحقيق أهداف الخطاب الديني ودعم مراميه لما للصحافة من دور مجتمعي مؤثر في نشر قيَم البناء والتغيير وغرس الانتماء والمشتركات الإنسانية.