العدد 4836
الإثنين 10 يناير 2022
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
ولوكنت فظًّا غليظ القلب...
الإثنين 10 يناير 2022

تسلمت العديد من الرسائل والاتصالات إضافة إلى باقات الورد الجميلة التي كانت تحمل عبارات التهنئة الرقيقة بمناسبة حصولي على الترقية إلى منصب إداري أعلى. سررت جدًّا بهذه المشاعر المعبرة. بعد لحظات صمت تابع محدثي “فعلًا إنه شيء جميل أن يرى ويلمس الإنسان شعور وإحساس الآخرين تجاه إنجازاته الشخصية وتقدمه المهني ومشاركته في الاحتفاء بمثل هذه المناسبات”.
إلا إني توقفت كثيرًا وتأملت بخشوع آية كريمة خطها أحد الأصدقاء بمهارة فائقة ووضعها في برواز أنيق وأرسلها لي “بسم الله الرحمن الرحيم... ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر”. تأثرت كثيرًا وحمدت الله على نعمه فهذه الآية الكريمة خير مرشد لي في رحلتي المهنية.. إنها أغلى هدية تلقيتها.
هذه الآية الكريمة هي الهادي والعون الذي ألجأ اليه كلما حاول الكرسي أو أضواء المنصب أن تبهرني وتأخذني إلى سلوكيات لم أعهدها من قبل ولا أريدها أن تكون من مكونات شخصيتي أو أسلوب تواصلي وتعاملي مع الآخرين. فالقائد الإداري في رأيي والكلام لا يزال لمحدثي، يعتمد في تواصله مع الآخرين وبالذات مرؤسيه على المبدأ الذهبي الذي يقول: عامل الآخرين كما تحب أن يعاملك الآخرون. وهذه الآية الكريمة ترسم لنا المنهجية القويمة والقيم الرصينة للتواصل والتعامل مع الآخرين.
في ذات السياق يقول الكاتب ألكسندر دوما: “كن لطيفًا مع الناس وأنت تشق طريقك لأعلى لأنك ربما تقابلهم وأنت في طريقك لأسفل”. سيدي القارئ يقول تولستوى “ثروة الإنسان هي محبة الآخرين له”، ما رأيك؟ ربما نتفق سيدي القارئ أن هناك قيمًا لا يمكننا فرضها على الآخرين ونأمرهم بالتحلي بها ولا يمكننا أن نوجدها لديهم من خلال إرسالهم في دورات تدريبية.. وأنت أعلم بذلك سيدي القارئ. أليس كذلك؟ ما رأيك؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية