نظم مركز عيسى الثقافي ندوة فكرية بعنوان “الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة والتاريخ”، وتم التحدث عن تاريخ الراحل ودوره في توثيق ونشر تاريخ البحرين ومنطقة الخليج العربي، كما رفض المنتدون في مداخلاتهم “المزايدات لبعض من يحاول أن يُغير تاريخ الخليج العربي ويشوه تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وأن الأمانة العامة لمراكز الوثائق الخليجية ستتصدى لمن يُريد أن يُغير تاريخ الخليج العربي”.
لقد استحوذ الخليج العربي على اهتمام دول العالم من شرقية وغربية، خصوصا الدول الكبرى، لما يتمتع به من موقع استراتيجي متميز منذ أقدم العصور، وبما تختزنه أراضيه من الجزء الأعظم من احتياطي النفط العالمي، وكما قال “الإسكندر المقدوني” “إن من يُريد أن يُحقق امبراطورية عظمى يجب أن يتمركز في هذه المناطق”، وعلى مر التاريخ كان ملوك منطقة الخليج العربي وأمراؤها سادة هذا الساحل العربي المجاور لأراضيهم، ويؤكد “المستشرقون” أن “العرب هُم الذين يمتلكون جميع السواحل البحرية المحاذية لفارس من مصب الفرات إلى مصب الأندلس، وأن جميع المستعمرات الواقعة على هذه السواحل مستقلة عن بلاد فارس، وأهلها لسانهم عربي وعاداتهم عربية”.
لقد غزا الخليج العربي وسيطر عليه العثمانيون الهولنديون والبرتغاليون والإنجليز وغيرهم لفترة، وهذا لا يعني أن الخليج العربي كذلك.. فلماذا لا يكون اسمه الخليج الهولندي أو البرتغالي أو الإنجليزي أو العثماني؟ فلماذا التمسك بمسمى الخليج الفارسي ورفض مسمى الخليج العربي؟ ليقرأ أولئك التاريخ وليتفحصوا سجلاته القديمة والحديثة ليجدوا أن هذا الخليج عربي الوجود والتاريخ، وأن أقطاره وجزره عربية وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وأن جميع سكان هذه الأراضي والجُزر عرب، ومع انتشار الإسلام دخلوا فيه مسالمين ومؤمنين، وأصبحت منطقة الخليج العربي بترابها ومياهها أرضًا عربية حتى يومنا هذا كما كانت قديمًا، عربية اللغة والثقافة والدين.
إن مَن يُريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء هدفه تحقيق أحلامه التوسعية، الأحلام التي تعتمد على مبدأ السيطرة والهيمنة، وهذا العهد قد ولى، وأبناء الخليج العربي متمسكون بترابهم ومياههم، والتاريخ يؤكد هذا الحق، والانتساب إلى هذه الأرض يؤكد أيضًا هذا الحق الذي لن يتخلوا عنه، فهو خليجٌ عربي منذُ فجر التاريخ وحتى يبعث الله الأرض ومن عليها.